17711 [ ص: 117 ] باب فتح مكة . حرسها الله تعالى .
( أخبرنا ) ، أنبأ أبو بكر : محمد بن الحسن بن فورك عبد الله بن جعفر ، ثنا ، ثنا يونس بن حبيب أبو داود ، ثنا ، ( ح وأنبأ ) سليمان بن المغيرة أبو عبد الله الحافظ ، واللفظ له ، أنبأ ، ثنا أبو عبد الله : محمد بن يعقوب محمد بن إبراهيم وعمران بن موسى ، قالا : ثنا ، ثنا شيبان بن فروخ ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني عبد الله بن رباح ، عن - رضي الله عنه - قال : أبي هريرة معاوية وذلك في رمضان ، فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام ، فكان مما يكثر أن يدعونا إلى رحله ، فقلت : ألا أصنع طعاما وأدعوهم إلى رحلي ، فأمرت بطعام فصنع ، ثم لقيت أبو هريرة من العشي ، فقلت : الدعوة عندي الليلة ، قال : سبقتني . قلت نعم . فدعوتهم ، فقال أبا هريرة : ألا أعلمكم حديثا من حديثكم يا معشر أبو هريرة الأنصار ؟ ثم ذكر مكة ، فقال : أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قدم فتح مكة ، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين ، وبعث على المجنبة الأخرى ، وبعث خالد بن الوليد أبا عبيدة على الحسر ، فأخذوا بطن الوادي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتيبته فنظر فرآني ، فقال : " " . قلت : لبيك يا رسول الله . قال : فندب أبا هريرة الأنصار ، فقال : " لا يأتينا إلا أنصاري " . فأطافوا به . زاد أبو داود ، قال : فقال : " اهتف بالأنصار ، ولا تأتني إلا بأنصاري " ، قال : ففعلته ، قال شيبان في روايته : وأوبشت قريش أوباشا لها وأتباعا ، فقالوا نقدم هؤلاء ، فإن كان لهم شيء كنا معهم ، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم " . ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ، ثم قال : " حتى توافوني بالصفا " . زاد أبو داود في روايته : " احصدوهم حصدا " . قال شيبان في روايته : قال : وانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله ، وما أحد يوجه إلينا شيئا ، قال : فجاء أبو سفيان ، فقال : يا رسول الله ، أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم ، قال : " أبي سفيان فهو آمن " . زاد من دخل دار أبو داود في روايته : " من ألقى السلاح فهو آمن " . قال : شيبان في روايته : فقالت الأنصار بعضهم لبعض : أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته ، فقال : وجاء الوحي وكان إذا جاء لا يخفى علينا ، فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينقضي الوحي ، فلما قضي الوحي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يا معشر أبو هريرة الأنصار " . قالوا : لبيك رسول الله ، قال : " قلتم : أما الرجل فأدركته رغبة في قريته " . قالوا : قد كان ذاك . قال : " كلا ، إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله ، وإليكم المحيا محياكم والممات مماتكم " . فأقبلوا إليه يبكون ويقولون : والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم " . فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان ، وأغلق الناس أبوابهم ، وأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ، فطاف بالبيت ، فأتى إلى صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه ، قال وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوس وهو آخذ بسية القوس ، فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه ويقول : " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " . فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا
[ ص: 118 ] عليه حتى نظر إلى البيت ، فرفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو . رواه وفدت وفود إلى مسلم في الصحيح عن . وأخرجه من حديث شيبان بن فروخ ، عن بهز بن أسد ، وذكر اللفظة التي زادها سليمان بن المغيرة أبو داود .