الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17766 ( أخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا الأسفاطي - يعني العباس بن الفضل - ثنا أبو الوليد ، ثنا عكرمة ، حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال : خرجنا مع أبي بكر - رضي الله عنه - وأمره علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغزونا فزارة ، فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر - رضي الله عنه - فعرسنا ، فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر - رضي الله عنه - فشننا الغارة ، فنزلنا على الماء . قال سلمة : فنظرت إلى عنق من الناس فيهم الذرية ، والنساء ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل ، فأخذت آثارهم فرميت بسهم بينهم ، وبين الجبل ، فقاموا فجئت أسوقهم إلى أبي بكر - رضي الله عنه - وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من أدم ، ومعها ابنة لها من أحسن العرب ، فنفلني أبو بكر - رضي الله عنه - ابنتها ، فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة ، ولم أكشف لها ثوبا ، ولقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق ، فقال : " يا سلمة ، هب لي المرأة " . قلت : يا رسول الله ، لقد أعجبتني ، وما كشفت لها ثوبا . فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركني حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق ، فقال لي : " يا سلمة ، هب لي المرأة لله أبوك " . قلت : يا رسول الله ، لقد أعجبتني ، والله ما كشفت لها ثوبا وهي لك يا رسول الله . قال : فبعث بها إلى أهل مكة ، ففدى بها رجالا من المسلمين بأيديهم . أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عمر بن يونس ، عن عكرمة بن عمار .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي - رحمه الله ) : أرأيت صلة أهل الحرب بالمال ، وإطعامهم الطعام ، أليس بأقوى لهم في كثير من الحالات من بيع عبد ، أو عبدين منهم ؟ فقد أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - فقالت : إن أمي أتتني وهي راغبة في عهد قريش ، أفأصلها ؟ قال : " نعم " .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية