18284 ( وأما نقضهم العهد ففيما أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال : وحدثني ابن إسحاق يزيد بن رومان ، عن قال : وحدثني عروة بن الزبير يزيد بن زياد ، عن ، محمد بن كعب القرظي وعثمان بن يهوذا أحد بني عمرو بن قريظة ، عن رجال من قومه قالوا : بني النضير ، ونفر من بني وائل ، وكان من بني النضير حيي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، وأبو عمار ، ومن بني وائل حي من الأنصار من أوس الله وحوح بن عمرو ، ورجال منهم خرجوا حتى قدموا على قريش فدعوهم إلى حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنشطوا لذلك . . ثم ذكر القصة في خروج ، أبي سفيان بن حرب والأحزاب قال : وخرج حيي بن أخطب حتى أتى كعب بن أسد صاحب عقد بني قريظة ، وعهدهم ، فلما سمع به كعب أغلق حصنه دونه ، فقال : ويحك يا كعب ، افتح لي حتى أدخل عليك . فقال : ويحك يا حيي ، إنك امرؤ مشئوم ، وإنه لا حاجة لي بك ، ولا بما جئتني به ، إني لم أر من محمد إلا صدقا ، ووفاء ، وقد وادعني ، ووادعته ، فدعني ، وارجع عني . فقال : والله إن غلقت دوني إلا عن خشيتك أن آكل معك منها فأحفظه ، ففتح له ، فلما دخل عليه قال له : ويحك يا كعب ، جئتك بعز الدهر بقريش معها قادتها حتى أنزلتها برومة ، وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتها إلى جانب أحد ، جئتك ببحر طام لا يرده شيء . فقال : جئتني والله بالذل ، ويلك فدعني وما أنا عليه ، فإنه لا حاجة لي بك ولا بما تدعوني إليه . فلم يزل حيي بن أخطب يفتله في الذروة والغارب حتى أطاع له ، وأعطاه حيي العهد ، والميثاق لئن رجعت قريش ، وغطفان قبل أن يصيبوا محمدا لأدخلن معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك . كعب العهد ، وأظهر البراءة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كان بينه وبينه فنقض . قال كان الذين حزبوا الأحزاب نفر من : حدثني ابن إسحاق قال : عاصم بن عمر بن قتادة كعب ونقض بني قريظة ، بعث إليهم ، سعد بن عبادة ، وسعد بن معاذ ، وخوات بن جبير ليعلموا خبرهم ، فلما انتهوا إليهم وجدوهم على أخبث ما بلغهم وعبد الله بن رواحة . قال لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر : حدثني ابن إسحاق ، عن شيخ من عاصم بن عمر بن قتادة بني قريظة . . ثعلبة ، وأسيد ابني سعية ، وأسد بن عبيد ، ونزولهم عن حصن بني قريظة ، وإسلامهم ، [ ص: 233 ] وخرج في تلك الليلة - فيما زعم - ابن إسحاق عمرو بن سعدي القرظي فمر بحرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه محمد بن مسلمة تلك الليلة فلما رآه قال : من هذا ؟ قال : أنا عمرو بن سعدي . وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم ، وقال : لا أغدر بمحمد أبدا . فقال محمد بن مسلمة حين عرفه : اللهم لا تحرمني عثرات الكرام ، ثم خلى سبيله ، فخرج حتى بات في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة ، ثم ذهب فلم يدر أين ذهب من الأرض ، فذكر شأنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ذلك رجل نجاه الله بوفائه " . وذكر في هذه القصة : أن موسى بن عقبة حييا لم يزل بهم حتى شأمهم ، فاجتمع ملؤهم على الغدر على أمر رجل واحد غير أسد ، وأسيد ، وثعلبة ، خرجوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فذكر قصة سبب إسلام