الْتَمِسِ الْأَرْزَاقَ عِنْدَ الَّذِي مَا دُونَهُ إِنْ سُئِلَ مِنْ حَاجِبِ مَنْ يَبْغَضُ التَّارِكَ عَنْ سُؤْلِهِ
جُودًا وَمَنْ يَرْضَى عَنِ الطَّالِبِ وَمَنْ إِذَا قَالَ جَرَى قَوْلُهُ
بِغَيْرِ تَوْقِيعٍ إِلَى كَاتِبِ
عَلَامَ سُؤَالُ النَّاسِ وَالرِّزْقُ وَاسِعٌ وَأَنْتَ صَحِيحٌ لَمْ تَخُنْكَ الْأَصَابِعُ
وَلِلْعَيْشِ أَوْكَارٌ وَفِي الْأَرْضِ مَذْهَبٌ عَرِيضٌ وَبَابُ الرِّزْقِ فِي الْأَرْضِ وَاسِعٌ
فَكُنْ طَالِبًا لِلرِّزْقِ مِنْ رَازِقِ الْغَنِيِّ وَخَلِّ سُؤَالَ النَّاسِ فَاللَّهُ صَانِعُ
أَقُولُ لِمَأْفُونِ الْبَدِيهَةِ طَائِرِ مَعَ الْحِرْصِ لَمْ يَغْنَمْ وَلَمْ يَتَمَوَّلْ
سَلِ النَّاسَ إِنِّي سَائِلُ اللَّهَ وَحْدَهُ وَصَائِنُ عِرْضِي عَنْ فُلَانٍ وَعَنْ فُلِّ
مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ وَسَائِلُ اللَّهَ لَا يَخِيبُ
وَسَائِلُ النَّاسَ إِنْ جَادُوا وَإِنْ بَخِلُوا فَإِنَّهُ بِرِدَاءِ الذُّلِّ مُشْتَمِلٌ
أَتَدْرِي أَيَّ ذُلٍّ فِي السُّؤَالِ وَفِي بَذْلِ الْوُجُوهِ إِلَى الرِّجَالِ
يَعِزُّ عَلَيَّ التَّنَزُّهُ مَنْ رَعَاهُ وَيَسْتَغْنِي الْعَفِيفُ بِغَيْرِ مَالِ
تَعَالَى اللَّهُ يَا سَلْمَ بْنَ عَمْرٍو أَذَلَّ الْحِرْصُ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ
وَمَا دُنْيَاكَ إِلَّا مِثْلُ فَيْءٍ أَظَلَّكَ ثُمَّ آذَنَ بِالزَّوَالِ
إِذَا كَانَ النَّوَالُ بِبَذْلِ وَجْهِي فَلَا قَرَبْتُ مِنْ ذَاكَ النَّوَالِ
مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ خُلُقٍ دَنِيءٍ يَكُونُ الْفَضْلُ فِيهِ عَلَيَّ لَا لِي
تَوَقَّ يَدًا تَكُونُ عَلَيْكَ فَضْلًا فَصَانِعُهَا إِلَيْكَ عَلَيْكَ عَالِي
يَدٌ تَعْلُو بِجَمِيلِ فِعْلٍ كَمَا عَلَتِ الْيَمِينُ عَلَى الشِّمَالِ
[ ص: 113 ] وُجُوهُ الْعَيْشِ مِنْ سَعَةٍ وَضِيقٍ وَحَسْبُكَ وَالتَّوَسُّعُ فِي الْحَلَالِ
وَتُنْكِرُ أَنْ تَكُونَ أَخَا نَعِيمٍ وَأَنْتَ تُصَيِّفُ فِي فَيْءِ الظِّلَالِ
وَأَنْتَ تُصِيبُ قُوتَكَ فِي عَفَافٍ وَرِيُّكَ إِنْ ظَمِئْتَ مِنَ الزُّلَالِ
مَتَّى تُمْسِي وَتُصْبِحُ مُسْتَرِيحًا وَأَنْتَ الدَّهْرَ لَا تَرْضَى بِحَالِ
تُكَابِدُ جَمْعَ شَيْءٍ بَعْدَ شَيْءٍ وَتَبْغِي أَنْ تَكُونَ رَخِيَّ بَالٍ
وَقَدْ يُجْزِي قَلِيلُ الْمَالِ مَجْزَى كَثِيرِ الْمَالِ فِي سَدِّ الْخِلَالِ
إِذَا كَانَ الْقَلِيلُ يَسُدُّ فَقْرِي وَلَمْ أَجِدِ الْكَثِيرَ فَلَا أُبَالِي
هِيَ الدُّنْيَا رَأَيْتُ الْحُبَّ فِيهَا عَوَاقِبُهُ التَّفَرُّقُ عَنْ تُقَالِ
تُسَرُّ إِذَا نَظَرْتَ إِلَى هِلَالٍ وَنَقْصُكَ إِنْ نَظَرْتَ إِلَى الْهِلَالِ
التمس الأرزاق عند الذي ما دونه إن سئل من حاجب من يبغض التارك عن سؤله
جودا ومن يرضى عن الطالب ومن إذا قال جرى قوله
بغير توقيع إلى كاتب
علام سؤال الناس والرزق واسع وأنت صحيح لم تخنك الأصابع
وللعيش أوكار وفي الأرض مذهب عريض وباب الرزق في الأرض واسع
فكن طالبا للرزق من رازق الغني وخل سؤال الناس فالله صانع
أقول لمأفون البديهة طائر مع الحرص لم يغنم ولم يتمول
سل الناس إني سائل الله وحده وصائن عرضي عن فلان وعن فل
من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب
وسائل الناس إن جادوا وإن بخلوا فإنه برداء الذل مشتمل
أتدري أي ذل في السؤال وفي بذل الوجوه إلى الرجال
يعز علي التنزه من رعاه ويستغني العفيف بغير مال
تعالى الله يا سلم بن عمرو أذل الحرص أعناق الرجال
وما دنياك إلا مثل فيء أظلك ثم آذن بالزوال
إذا كان النوال ببذل وجهي فلا قربت من ذاك النوال
معاذ الله من خلق دنيء يكون الفضل فيه علي لا لي
توق يدا تكون عليك فضلا فصانعها إليك عليك عالي
يد تعلو بجميل فعل كما علت اليمين على الشمال
[ ص: 113 ] وجوه العيش من سعة وضيق وحسبك والتوسع في الحلال
وتنكر أن تكون أخا نعيم وأنت تصيف في فيء الظلال
وأنت تصيب قوتك في عفاف وريك إن ظمئت من الزلال
متى تمسي وتصبح مستريحا وأنت الدهر لا ترضى بحال
تكابد جمع شيء بعد شيء وتبغي أن تكون رخي بال
وقد يجزي قليل المال مجزى كثير المال في سد الخلال
إذا كان القليل يسد فقري ولم أجد الكثير فلا أبالي
هي الدنيا رأيت الحب فيها عواقبه التفرق عن تقال
تسر إذا نظرت إلى هلال ونقصك إن نظرت إلى الهلال