الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
وقد صنف في الوفيات القاضيان ; أبو الحسين عبد الباقي بن قانع البغدادي الحافظ المتوفى في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، وآخر وفياته عند سنة ست وأربعين وثلاثمائة ، وأبو أحمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر البغدادي الدمشقي قاضي مصر ، والمتوفى في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، وكلاهما ممن تكلم فيه ، فأولهما لخطئه وإصراره على الخطأ مع ثقته في نفسه ، وثانيهما قال الخطيب : إنه غير ثقة وذيل على وفياته أبو محمد ، عبد العزيز بن أحمد الكتاني ثم أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني فعمل نحو عشرين سنة ، ثم الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل ثم الحافظ الذكي عبد العظيم المنذري ، وهو كبير ، كثير الإتقان والفائدة ، ثم الشريف عز الدين أبو القاسم أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني ، ثم المحدث الشهاب أبو الحسين بن أيبك الدمياطي ، وانتهى إلى سنة تسع وأربعين وسبعمائة ، فذيل عليه من ثم الحافظ المصنف إلى [ ص: 312 ] سنة اثنتين وستين ، فذيل عليه ولده الولي العراقي إلى أن مات سنة ست وعشرين وثماني مائة ، ولكن الذي وقفت عليه منه إلى سنة سبع وثمانين وسبعمائة ، وللحافظ التقي بن رافع في الوفيات كتاب كثير الفائدة ذيل به على تاريخ العلم البرزالي الذي ابتدأ به ، من سنة مولده ، وجعله ذيلا على تأريخ أبي شامة ، وانتهت وفيات ابن رافع إلى أول سنة ثلاث وسبعين ; ولذا قال شيخنا : إن تاريخه إنباء الغمر يصلح من جهة الوفيات أن يكون ذيلا عليه ; فإنه من هذه السنة ، وقد شرعت في ذيل عليه يسر الله إكماله وتحريره .

وبالجملة فالذيول المتأخرة أبسط من المتقدمة وأكثر فوائد ، وأصلها ـ وهو كتاب ابن زبر ـ أشدها إجحافا ، حتى إنه في كل من سنة خمس وست وسبع وثلاثين وثلاثمائة لم يكتب غير رجل واحد ، بل في سنة أربعين واللتين بعدها ، وكذا في سنة خمس وأربعين واثنتين بعدها ، وغير ذلك من السنين لم يؤرخ أحدا ولأجل إجحافها قال الحميدي ما أسلفناه ، وممن صنف في الوفيات أيضا أبو القاسم بن منده ، قال الذهبي : ولم أر أكثر استيعابا منه ، وقد ذكر ابن الصلاح من الوفيات عيونا مفيدة تحسن المذاكرة بها ويقبح بالطالب جهلها مع مقدار سن جماعة وبيان عدة من المعمرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية