[ ص: 242 ] ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى المقداد
( 572 ) حدثنا ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ( ح ) وحدثنا حجاج بن المنهال ، عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قالا : ثنا وجعفر بن محمد الفريابي ، قالا : ثنا هدبة بن خالد ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : المقداد بن عمرو المدينة أنا وصاحبان لي ، فجعلنا نتعرض للناس فلم يضفنا أحد ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ، أصابنا جوع شديد فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد ، فذهب بنا إلى منزله وعنده أربعة أعنز ، فقال : " يا مقداد ، احلبهن " وجزأ النبي صلى الله عليه وسلم لكل إنسان منا جزءا ، فكنت أفعل ذلك ، فرفعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جزأه فأبطأ علينا فاضطجعت على فراشي ، فقالت لي نفسي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أهل بيت من الأنصار فأكل عندهم وشرب ، ولو أنك شربت هذه الشربة ؟ فلم تزل نفسي حتى شربتها ، فلما تقار في بطني أخذني ما قدم وما حدث ، قالت لي نفسي : يجيء الآن ظمآن ، فلا يجد شيئا ، فاضطجعت وسجيت الثوب علي ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم تسليما يسمع اليقظان ، ولا يوقظ النائم ، ثم أتى الإناء فكشف عنه فلم ير شيئا ، فقال : " اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني " فاغتنمت دعوته فنهضت فأخذت الشفرة فدنوت من الغنم فنظرت أيهن أسمن لأذبحها ، فدنوت من واحدة فجسستها فنظرت فإذا هي حافل ، ونظرت إلى أخرى ، فإذا هي حافل ، فنظرت إلى الأخرى فإذا هي حافل ، [ ص: 243 ] فنظرت كلهن فإذا هن حفل ، فأخذت فحلبت فيه فقلت : اشرب ، فقال : " الخبر يا مقداد " ، فقلت : اشرب ثم الخبر ، فقال : " بعض سوآتك يا مقداد " فشرب ثم قال : " اشرب " ، فقلت : اشرب يا رسول الله ، فشرب حتى تضلع ، ثم أخذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فشربت ، ثم أخبرته الخبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذه بركة نزلت من السماء ، أفلا أخبرتني حتى أسقي صاحبيك ؟ " فقلت : إذا أصبت أنا وأنت ما أبالي من أخطأت . قدمت