16480 - وعن : السائب بن يزيد بحنين من غنائم هوازن ، فأحسن فأفشى [ القسم ] في أهل [ مكة ] من قريش وغيرهم ، فغضبت الأنصار ، فلما سمع بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاهم في منازلهم ، ثم قال : " من كان هاهنا [ ليس ] من الأنصار فليخرج إلى رحله " . ثم يشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله - عز وجل - ثم قال : " يا معشر الأنصار ، قد بلغني من حديثكم في هذه المغانم التي آثرت بها أناسا أتألفهم على الإسلام ; لعلهم أن يشهدوا بعد اليوم ، وقد أدخل الله قلوبهم الإسلام " . ثم قال : " الأنصار ، ألم يمن الله عليكم بالإيمان ؟ وخصكم بالكرامة ، وسماكم بأحسن الأسماء : أنصار الله ، وأنصار رسوله ، ولولا الهجرة لكنت امرأ من يا معشر الأنصار ، ولو سلك الناس واديا وسلكتم واديا لسلكت [ ص: 31 ] واديكم ، أفلا ترضون أن يذهب الناس [ بهذه الغنائم ] الشاء والنعم والبعير ، وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ! " .
فلما سمعت الأنصار قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : رضينا ، قال : " أجيبوني فيما قلت " . قالت الأنصار : يا رسول الله ، وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور ، ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله بك ، ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك ، قد رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، فاصنع يا رسول الله ما شئت في أوسع الحل . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " والله ، لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت : صدقتم ، لو قلتم : ألم تأتنا طريدا فآويناك ، ومكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وقبلنا ما رد الناس عليك ، لو قلتم هذا لصدقتم " . فقالت الأنصار : بل لله ولرسوله المن والفضل علينا وعلى غيرنا ، ثم بكوا فكثر بكاؤهم ، وبكى النبي - صلى الله عليه وسلم - معهم [ فكانوا بالذي قال لهم أشد ارتباطا وأفضل عندهم من كل مال ] . رواه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسم الفيء الذي أفاء الله ، وفيه الطبراني رشدين بن سعد ، وحديثه في الرقاق ونحوها حسن ، وبقية رجاله ثقات .