الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            17624 وعن ابن عباس قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام ، فأرسل إليه : يا محمد ، كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل ، أو أشرك ، أو زنى ، يلقى أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ، ويخلد فيه مهانا ؟ ! وأنا [ ص: 215 ] صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة ؟ فأنزل الله : إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ، فقال وحشي : يا محمد ، هذا شرط شديد ، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ، فلعلي لا أقدر على هذا . فأنزل الله - عز وجل - : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء . فقال وحشي : يا محمد ، أرى بعد مشيئة فلا أدري يغفر لي أم لا ؟ فهل غير هذا ؟ فأنزل الله : ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم . قال وحشي : هذا نعم . فأسلم . فقال الناس : يا رسول الله ، إنا أصبنا ما أصاب وحشي ، قال : " هي للمسلمين عامة " . رواه الطبراني ، وفيه أبين بن سفيان ، وهو ضعيف .

                                                                                            قلت : وقد تقدم في آخر الباب قبله قول أبي هريرة للفرزدق : إياك أن تقطع رجاءك من رحمة الله .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية