الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            16491 - وعن ابن شفيع - وكان طبيبا - قال : دعاني أسيد بن حضير فقطعت له عرق النسا ، فحدثني بحديثين قال : أتاني أهل بيتين من قومي : أهل بيت من [ بني ] ظفر ، وأهل بيت من بني معاوية ، فقالوا : كلم لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم لنا ، أو يعطينا ، أو نحو [ من ] هذا ، فكلمته فقال : " نعم أقسم لكل [ أهل ] بيت منهم شطرا ، فإن عاد الله علينا عدنا عليهم " . قال : قلت : جزاك الله خيرا يا رسول الله ، قال : " وأنتم فجزاكم الله خيرا ; فإنكم ما علمتكم أعفة صبر " . " قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنكم ستلقون أثرة بعدي " . فلما كان عمر بن الخطاب قسم حللا بين الناس فبعث إلي منها بحلة فاستصغرتها [ فأعطيتها ابنتي ] ، فبينا أنا أصلي إذ مر بي شاب من قريش ، عليه حلة من تلك الحلل يجرها ، فذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنكم ستلقون أثرة بعدي " . فقلت : صدق الله ورسوله ، فانطلق رجل إلى عمر فأخبره ، فجاء وأنا أصلي فقال : صل أبا أسيد ، فلما قضيت صلاتي قال : كيف قلت ؟ فأخبرته ، فقال : تلك حلة بعثت بها إلى فلان ، وهو بدري أحدي عقبي ، فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها ، فظننت أن ذلك يكون في زماني ؟ قال : قلت : قد والله يا أمير المؤمنين ، ظننت أن ذلك لا يكون في زمانك .

                                                                                            قلت : في الصحيح وغيره منه : " إنكم ستلقون بعدي أثرة
                                                                                            " . رواه أحمد ، ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية