18493 وعن قال : عوف بن مالك الأشجعي ، أبو عبيدة بن الجراح ، فقالا لي : ما الذي أخرجك ؟ فقلت : الذي أخرجكما ، فإذا نحن بغيطة منا غير بعيد ، فمشينا إلى الغيطة فإذا نحن نسمع فيها كدوي النحل ، وتخفيق الرياح ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هاهنا ومعاذ بن جبل أبو عبيدة بن الجراح ؟ " . قلنا : نعم . قال : " ومعاذ بن جبل ؟ " . قلنا : نعم . قال : " وعوف بن مالك ؟ " . قلنا : نعم . فخرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نسأله عن شيء ولا يسألنا عن شيء حتى رجع إلى رحله ، فقال : " ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفا ؟ " . قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : " " . قلنا : يا رسول الله ، ما الذي اخترت ؟ قال : " اخترت الشفاعة " . قلنا جميعا : يا رسول الله ، اجعلنا من أهل شفاعتك ، [ ص: 370 ] قال : " إن شفاعتي لكل مسلم خيرني بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب ، وبين الشفاعة " . 18494 وفي رواية : عن سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفرا ، [ فنزلنا ] حتى إذا كان الليل أرقت عيناي فلم يأتني النوم ، فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضعة خدها إلى الأرض ، وأرى وقع كل شيء في نفسي [ لموضع مؤخرة الرحل ]، فقلت : لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا أكلأ به الليلة حتى أصبح . فخرجت أتخلل الرحال حتى دفعت إلى رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو ليس في رحله ، فخرجت أتخلل الرحال حتى خرجت من العسكر ، فإذا أنا بسواد فتيممت ذلك السواد ، فإذا هو عوف أيضا قال : نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلا ، فاستيقظت من الليل ، فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئا أطول من مؤخرة رحل قد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض ، فقمت أتخلل حتى دفعت إلى مضجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو ليس فيه ، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد ، فقمت أتخلل الناس وأقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . فذكر نحوه إلا أنه قال : " خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة " . 18495 وفي رواية : جعل مكان أبي عبيدة أبا موسى . قلت : روى الترمذي طرفا منه . رواه وابن ماجه بأسانيد ، ورجال بعضها ثقات . الطبراني