قال الماوردي : وهذا صحيح ، يستحب للمؤذن إذا قال : حي على الصلاة أن يلوي رأسه وعنقه جميعا يمينا ، وإذا قال حي على الفلاح أن يلوي رأسه وعنقه شمالا من غير أن تزول قدماه عن القبلة ، ويكون فيما سوى ذلك من أذانه على حال التوجه إلى القبلة اقتداء بمؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان بلال ، وأبو محذورة يفعلانه ، لأن ذلك خطاب للآدميين فاقتضى أن يواجههم ليعمهم بالخطاب ، فأما قوله حي على الصلاة ففيه تأويلان :
أحدهما : أن معناه يا أهل الحي هلموا وأقبلوا إلى الصلاة
والثاني : أن معناه بادروا وأسرعوا إلى الصلاة ، ومنه قول عبد الله بن مسعود " إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر " أي : فبادر بذكره في أولهم
وقال لبيد :
يتمارى في الذي قلت له ولقد يسمع قول حي هل
وأما قوله : حي على الفلاح ففي الفلاح تأويلان :[ ص: 45 ] أحدهما : أنه إدراك الطلبة والظفر بالحاجة قال لبيد :
فاعقلي إن كنت لما تعقلي ولقد أفلح من كان عقل
ولئن كنا كقوم هلكوا ما لحي يا لقومي من فلاح


