الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " ثم لا يزال وقت الصبح قائما بعد الفجر ما لم يسفر "

                                                                                                                                            قال الماوردي : أما أول وقت الصبح فهو طلوع الفجر ، والفجر هو ابتداء تنفس الصبح ، قال الله تعالى : والصبح إذا تنفس [ التكوير : 18 ] ، وقال الشاعر :


                                                                                                                                            حتى إذا الصبح لها تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا

                                                                                                                                            [ ص: 29 ] وسمي فجرا : لانفجار الضوء منه ، وهو فجران : فالأول أزرق يبدو مثل العمود طولا في السماء له شعاع ثم يهمد ضوؤه ثم يبدو بياض

                                                                                                                                            الثاني بعده عرضا منتشرا في الأفق ، قال الشاعر :

                                                                                                                                            وأزرق الفجر يبدو قبل أبيضه     وأول الغيث قطر ثم ينسكب

                                                                                                                                            وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفجرين أنه قال : الفجر فجران الأول مستطيل والثاني مستطير فإذا ثبت ما ذكرنا من صفة الفجرين ، فصلاة الصبح تجب بالثاني منهما دون الأول ، لأن حديث المواقيت وإن لم يختص أحد الفجرين فقد روى محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الفجر فجران الأول كذنب السرحان دقيق صعد لا يحرم الطول ولا يحل الصلاة

                                                                                                                                            وروى سوادة بن حنظلة عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ولكن الفجر المستطيل في الأفق فدل هذان الحديثان على افتراق حكم الفجرين وتعليق الحكم في الصلاة والصيام بالثاني منهما دون الأول ، والعرب تسمي الأول الفجر الكذاب ، لأنه يزول ولا يثبت ، وتسمي الفجر الثاني الفجر الصادق ، لأنه صدقك عن الصبح قال أبو ذؤيب :


                                                                                                                                            شغف الكلاب الضاريات فؤاده     فإذا بدا الصبح المصدق يفزع

                                                                                                                                            يريد أن الصيد يأمن بالليل ، فإذا بدا الصبح فزع من القناص يجيء نهارا

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية