الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا وضح ما ذكرنا فمن السنة لكل مستمع أن يقوله من رجل وامرأة ، وليس هذا كالأذان الذي يكره للمرأة لأن هذا دعاء ، وذلك نداء ، وسواء كان المستمع ممن يحضر تلك الجماعة أو لا يحضرها إلا أن يكون المستمع على غائط أو بول ، فإذا قضى حاجته قاله ، ولو كان في قراءة القرآن قطع قراءته ، وقال كقوله : فإذا فرغ عاد في قراءته ، ولو كان في طواف قاله وهو على طوافه ، لأن الطواف لا يمنع من الكلام ، فأما إن كان المستمع في صلاة أمسك حتى إذا فرغ من صلاته قاله ، فإن خالف وقاله في صلاته لم يخل أن يقوله على شبه المستمع ، أو على شبه المؤذن ، فإن قاله على شبه لسان المستمع وأبدل من قوله : " حي على الصلاة " " لا حول ولا قوة إلا بالله " كانت صلاته جائزة ، سواء أتى بذلك ساهيا أو عامدا ، لأنه ذكر الله ، فإذا أتى به في غير موضعه من الصلاة لم تفسد صلاته ، كالقارئ في ركوعه ، والمسبح في قيامه وإن قاله على شبه المؤذن فقال : حي على الصلاة ، وقال : قد قامت الصلاة ، فإن قاله ناسيا لصلاة أو جاهلا ، بأن ما قاله خطاب آدمي أجزأته صلاته ، وكان عليه سجود السهو كالمتكلم ناسيا ، وإن كان ذاكرا لصلاته عالما بأن ما قاله خطاب آدمي بطلت صلاته كالمتكلم عامدا

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية