الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " وإن كان شرقا ثم رأى أنه منحرف وتلك جهة واحدة كان عليه أن ينحرف ويعتد بما مضى وإن كان معه أعمى ينحرف بانحرافه "

                                                                                                                                            قال الماوردي : وصورتها : في رجل استيقن الشرق بصلاته مجتهدا ثم بان له في أثنائها أنه منحرف فهذا على ضربين :

                                                                                                                                            أحدهما : أن يكون الانحراف والجهة واحدة

                                                                                                                                            والثاني : يكون الانحراف إلى جهة أخرى ، فإن كان منحرفا ، والجهة واحدة فإن كان متيامنا عنها قليلا ، ومتياسرا عنها ، فلا يخلو أن يتبين له الانحراف من جهة اليقين ، أو من جهة الاجتهاد ، فإن بان له الانحراف من جهة اليقين تحرف إلى حيث بان له من تيامن ، أو تياسر ، وبنى على صلاته ، لأن الجهة واحدة ، فلم يكن الانحراف فيها مانعا من جواز البناء ، نص عليه الشافعي ، وإن بان له الانحراف من جهة الاجتهاد ففيه لأصحابنا وجهان : أحدهما : وهو مذهب الشافعي يلزمه الانحراف إلى حيث بان له ، ويبنى على صلاته

                                                                                                                                            والوجه الثاني : لا يلزمه الانحراف ويبنى على حاله التي كان عليها : لأنه دخل في صلاته إلى الجهة بالاجتهاد فلم ينحرف عنها باجتهاد

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية