قال الماوردي : وهو كما قال أما فهو الانحناء والاستسلام السجود
قال الأعشى :
[ ص: 125 ]
يراوح من صلوات المليـ ك طورا سجودا وطورا جؤارا
والدليل : على وجوبها في الصلاة قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا [ الحج : 77 ]وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله في صلاته وقال : " " . وأمر الأعرابي به ، فإذا ثبت وجوب السجود صلوا كما رأيتموني أصلي لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل رفع وخفض ، فيبتدئ بالتكبير حتى يهوي للسجود ، ثم يهوي فيكبر حتى يكون القضاء تكبيرة مع أول سجوده على الأرض ليصل الأركان بالأذكار ، فأول ما يقع على الأرض ركبتاه ، ثم يداه ثم جبهته وأنفه فمن السنة أن يكبر لسجوده ،
وقال مالك : يقدم وبه قال وضع يديه قبل ركبتيه ، الأوزاعي استدلالا برواية أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع ركبتيه بعد يديه
وروي أن ابن عمر كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه وقال : " هكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودليلنا رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد وضع ركبتيه ثم يديه وإذا نهض رفع يديه قبل إليتيه
وروى سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعيد بن أبي وقاص ، عن سعد أنه قال : كنا نضع اليدين قبل الركبتين ، ثم أمرنا بالركبتين قبل اليدين وهذا يدل على نسخ ما استدلوا به ، ولأن الجبهة لما كانت أول الأعضاء ، رفعا كانت آخرها وضعا وجب إذا كان الركبتان آخر الأعضاء رفعا أن تكون أولها وضعا ، ولأن كل عضو يرفع قبل صاحبه فإنه يوضع [ ص: 126 ] بعد صاحبه كالجبهة مع اليدين : فلما كانت اليدان مرفوعتين قبل الركبتين وجب أن تكون الركبتان موضوعتين قبل اليدين