قال الماوردي : وهذا صحيح
[ ص: 162 ] قد ذكرنا أفعال الصلاة وصوابها من الواجبات والمسنونات والهيئات ، : والمرأة كالرجل في واجبها ومسنونها ، وهيئاتها إلا في شيئين
أحدهما : قدر ستر العورة ويأتي ذكره وتفصيله
والثاني : هيئات وهي نوعان :
أحدهما : هيئات أقوال
والثاني : هيئات أفعال
وإنما : هيئات الأقوال فثلاثة
أحدها : ترك الأذان وخفض الأصوات بالإقامة
والثانية : الإسرار بالقراءة في صلاة الجهر ، والإسرار في جماعة وفرادى
والثالث : أن يصفقن لما ينوبهن في الصلاة بدلا من تسبيح الرجال ، وإنما خالفن الرجال في هيئات الأقوال وترك الجهر بها لقوله صلى الله عليه وسلم : ولأن صوتهن عورة ، وربما افتتن سامعه ، ولذلك نهى من نابه شيء في صلاته فليسبح وإنما التسبيح للرجال والتصفيق للنساء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصغي الرجل إلى حديث امرأة لا يملكها وإن كان من وراء جدار ، فإن زيغ القلب ممحقة للأعمال ، وقد قال الشاعر :
لو يسمعون كما سمعت حديثها خروا لعزة ركعا وسجودا
فجعل سماع الكلام كمشاهدة الأجسام في الافتتان به والميل إليه ، وأما ضرب في أعمال الصلاة ، وضرب في محل الصلاة ، فأما التي في عمل الصلاة فثلاثة : هيئات الأفعال فضربان ،أحدها : كثافة جلبابهن ، والزيادة في لبس ما هو أستر لها من السراويل ، وخمار ، وقميص ، وإزار ، واعتماد لبس ما جفا من الثياب لقوله تعالى : ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين [ الأحزاب : 159 ]
والثانية : أن يجتمعن في ركوعهن وسجودهن ولا يتجافين ، لأن ذلك أستر لهن وأبلغ في صيانتهن
والثالث : أنهن إن صلين قعودا جلسن متربعات ، وأما التي في محل الصلاة فأربعة :
[ ص: 163 ] أحدها : من السنة لهن لقوله صلى الله عليه وسلم : الصلاة في بيوتهن دون المساجد صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في مسجدها
والثانية : أنهن إذا وقف الإمام منهن وسطهن ولم يجز له التقدم عليهن كالرجل صلين جماعة
والثالثة : أن وقفت خلفه ، ولم تقف إلى يمينه كالرجل المرأة إذا ائتمت وحدها برجل
والرابعة : أنهن إذا فأواخر الصفوف لهن أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم : صلين مع الرجل جماعة خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ، وخير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها
فهذه الهيئات التي يقع الفرق فيها بين الرجال والنساء في الصلاة ، فإن خالفن هيئاتهن وتابعن الرجال فقد أسأن ، وصلاتهن مجزئة فأما ما يبطل الصلاة ، أو يوجب سجود السهو فالرجال والنساء فيه سواء لا فرق بينهما في شيء منه - والله تعالى أعلم -