وقال مالك : يحول ولا ينكس .
وقال أبو حنيفة : لا يحول ولا ينكس .
والدلالة عليهما ما رواه عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى وعليه خميصة سوداء فأراد أن يجعل أسفلها أعلاها فثقلت عليه فحولها فثبت عنه التحويل ، ونبه على التنكيس ؛ لأنه تركه لعذر ، ولأن في التحويل تفاؤل بالانتقال من حال إلى حال ، لعل الله أن ينقلهم من حال القحط إلى حال السعة والخصب .
قال الشافعي رضي الله عنه : " ويكون من دعائهم " اللهم أنت أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك فقد دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا اللهم فامنن علينا بمغفرة ما قارفنا وإجابتك [ ص: 520 ] إيانا في سقيانا وسعة رزقنا " ثم يدعو بما يشاء من دين ودنيا ويبدءون ويبدأ الإمام بالاستغفار ويفصل به كلامه ويختم به ، ثم يقبل على الناس بوجهه فيحضهم على طاعة ربهم ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ويقرأ آية أو آيتين ويقول أستغفر الله لي ولكم ثم ينزل " .
قال الماوردي : وقد روى ابن المسيب أن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، استسقى فكان أكثر دعائه الاستغفار ، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إني لأعجب ممن يبطئ عليه الرزق ومعه مفاتيحه ، فقيل له : وما مفاتيحه ؟ فقال : الاستغفار ، وحكي عن بعض العرب الجفاة أنه استسقى فقال :
رب العباد ما لنا وما لكا قد كنت تسقينا فما بدا لكا أنزل علينا الغيث لا أبا لكا