الفصل الخامس .
[ في معرفة ] من يجب عليه سجود السهو
اتفقوا على أن سجود السهو من سنة المنفرد والإمام . واختلفوا في المأموم يسهو وراء الإمام هل عليه سجود أم لا ؟ فذهب الجمهور إلى أن الإمام يحمل عنه السهو ، وشذ مكحول فألزمه السجود في خاصة نفسه .
وسبب اختلافهم : اختلافهم فيما يحمل الإمام من الأركان عن المأموم وما لا يحمله .
واتفقوا على أن الإمام إذا سها أن المأموم يتبعه في سجود السهو وإن لم يتبعه في سهوه .
واختلفوا متى يسجد المأموم إذا فاته مع الإمام بعض الصلاة وعلى الإمام سجود سهو : فقال قوم : يسجد مع الإمام ، ثم يقوم لقضاء ما عليه ، وسواء كان سجوده قبل السلام أو بعده ، وبه قال عطاء والحسن والنخعي والشعبي وأحمد وأصحاب الرأي . وأبو ثور
وقال قوم : يقضي ثم يسجد ، وبه قال ابن سيرين وإسحاق .
وقال قوم : إذا سجد قبل التسليم سجدهما معه ، وإن سجد بعد التسليم سجدهما بعد أن يقضي ، وبه قال مالك والليث . والأوزاعي
وقال قوم : يسجدهما مع الإمام ، ثم يسجدهما ثانية بعد القضاء ، وبه قال . الشافعي
وسبب اختلافهم : اختلافهم أي أولى وأخلق أن يتبعه : في السجود مصاحبا له ، أو في آخر صلاته ، فكأنهم اتفقوا على أن الاتباع واجب لقوله - عليه الصلاة والسلام - : " " . إنما جعل الإمام ليؤتم به
واختلفوا هل موضعها للمأموم هو موضع السجود - أعني : في آخر الصلاة - ؟ أو موضعها هو وقت سجود الإمام ؟ فمن آثر مقارنة فعله لفعل الإمام على موضع السجود ، ورأى ذلك شرطا في الاتباع - أعني : أن يكون فعلهما واحدا حقا - قال : يسجد مع الإمام وإن لم يأت بها في موضع السجود . ومن آثر موضع السجود قال : يؤخرها إلى آخر الصلاة . ومن أوجب عليه الأمرين أوجب عليه السجود مرتين وهو ضعيف .