الباب الخامس
في قيام رمضان
وأجمعوا على أن مرغب فيه أكثر من سائر الأشهر لقوله - عليه الصلاة والسلام - : " قيام شهر رمضان من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . وأن التراويح التي جمع عليها الناس مرغب فيها ، وإن كانوا اختلفوا أي أفضل : أهي أو الصلاة آخر الليل ؟ - أعني : التي كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لكن الجمهور على أن الصلاة آخر الليل أفضل لقوله - عليه الصلاة والسلام - : " عمر بن الخطاب أفضل الصلاة صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة " . ولقول عمر فيها : ( والتي تنامون عنها أفضل ) .
واختلفوا في المختار من : فاختار عدد الركعات التي يقوم بها الناس في رمضان مالك في أحد قوليه ، وأبو حنيفة ، ، والشافعي وأحمد ، ودواد : القيام بعشرين ركعة سوى الوتر ، وذكر ابن القاسم عن مالك أنه كان يستحسن ستا وثلاثين ركعة والوتر ثلاث .
وسبب اختلافهم : اختلاف النقل في ذلك ، وذلك أن مالكا روى عن يزيد بن رومان قال : كان الناس يقومون في زمان بثلاث وعشرين ركعة . وخرج عمر بن الخطاب عن ابن أبي شيبة داود بن قيس قال : أدركت الناس بالمدينة في زمان عمر بن عبد العزيز يصلون ستا وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث . وذكر وأبان بن عثمان ابن القاسم عن مالك أنه الأمر القديم - يعني القيام بست وثلاثين ركعة - .