الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1329 ) فصل : لا يكره الكلام قبل شروعه في الخطبة ، وبعد فراغه منها وبهذا قال عطاء ، وطاوس ، والزهري ، وبكر المزني ، والنخعي ، ومالك ، والشافعي ، وإسحاق ، ويعقوب ، ومحمد . وروي ذلك عن ابن عمر ، وكرهه ، الحكم . وقال أبو حنيفة : إذا خرج الإمام حرم الكلام .

                                                                                                                                            قال ابن عبد البر : إن عمر وابن عباس كانا يكرهان [ ص: 87 ] الكلام والصلاة بعد خروج الإمام ، ولا مخالف لهما في الصحابة .

                                                                                                                                            ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب أنصت ، فقد لغوت } فخصه بوقت الخطبة .

                                                                                                                                            وقال ثعلبة بن أبي مالك : إنهم كانوا في زمن عمر إذا خرج عمر ، وجلس على المنبر ، وأذن المؤذنون ، جلسوا يتحدثون ، حتى إذا سكت المؤذنون ، وقام عمر سكتوا ، فلم يتكلم أحد ، وهذا يدل على شهرة الأمر بينهم ولأن الكلام إنما حرم لأجل الإنصات للخطبة ، فلا وجه لتحريمه مع عدمها . وقولهم : لا مخالف لهما في الصحابة . قد ذكرنا عن عمومهم خلاف هذا القول .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية