الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1501 - ( 10 ) - حديث : { أنه أعطى الأربعة الأولين لضعف نيتهم في الإسلام } ، وهم عيينة ، والأقرع ، وأبو سفيان ، وصفوان ، وأعطى عديا ، والزبرقان رجاء رغبة نظرائهما في الإسلام . أما الأول : فصحيح في حقهم إلا صفوان بن أمية فإنه إنما أعطاه قبل أن يسلم ، وقد صرح بذلك المصنف في السير ، ونص عليه الشافعي في الأم ، ونقله عنه البيهقي في المعرفة ، فقال : { أعطى صفوان قبل أن يسلم وكان كأنه لا يشك في إسلامه }. قال الغزالي في الوسيط : أعطى صفوان بن أمية في حال كفره ارتقابا لإسلامه ، وتعقبه النووي بقوله : هذا غلط صريح بالاتفاق من أئمة النقل والفقه ، بل إنما أعطاه بعد إسلامه انتهى . وتعقبه ابن الرفعة فقال : هذا عجيب من النووي كيف قال ذلك ؟ ، وفي صحيح مسلم ، والترمذي عن سعيد بن المسيب ، عن صفوان بن أمية في هذه القصة قال : { أعطاني النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لأبغض الناس إلي فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي }. قال ابن الرفعة : وفي هذا احتمالان . أحدهما أن يكون أعطاه قبل أن يسلم وهو الأقوى . الثاني : أن يكون بعد إسلامه ، وقد جزم ابن الأثير في الصحابة أن الإعطاء كان قبل الإسلام ، وكذلك قاله النووي في التهذيب في ترجمة صفوان ، وقال في شرح المهذب : { أعطى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية من غنائم حنين ، وصفوان يومئذ كافر }. والله أعلم ، ويكفي في الرد على النووي في هذا نص الشافعي الذي نقله البيهقي

والله الموفق ، وأما إعطاء عدي والزبرقان فتقدم الكلام عليهما .

( فائدة ) :

دعوى الرافعي أنه صلى الله عليه وسلم أعطى صفوان ذلك من [ ص: 237 ] الزكاة ، وهم ، والصواب أنه من الغنائم ، وبذلك جزم البيهقي ، وابن سيد الناس وابن كثير وغيرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية