قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133إن يشأ يذهبكم يعني : بالموت أيها الناس يريد المشركين والمنافقين
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133ويأت بآخرين يعني بغيركم . ولما نزلت هذه الآية ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على
[ ص: 350 ] ظهر
سلمان وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832748هم قوم هذا . وقيل : الآية عامة ، أي وإن تكفروا يذهبكم ويأت بخلق أطوع لله منكم . وهذا كما قال في آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم . وفي الآية تخويف وتنبيه لجميع
nindex.php?page=treesubj&link=7643_19829_19836من كانت له ولاية وإمارة ورياسة فلا يعدل في رعيته ، أو كان
nindex.php?page=treesubj&link=18470_27962عالما فلا يعمل بعلمه ولا ينصح الناس ، أن يذهبه ويأتي بغيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133وكان الله على ذلك قديرا والقدرة صفة أزلية ، لا تتناهى مقدوراته ، كما لا تتناهى معلوماته ، والماضي والمستقبل في صفاته بمعنى واحد ، وإنما خص الماضي بالذكر لئلا يتوهم أنه يحدث في ذاته وصفاته . والقدرة هي التي يكون بها الفعل ولا يجوز وجود العجز معها .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ يَعْنِي : بِالْمَوْتِ أَيُّهَا النَّاسُ يُرِيدُ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُنَافِقِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133وَيَأْتِ بِآخَرِينَ يَعْنِي بِغَيْرِكُمْ . وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
[ ص: 350 ] ظَهْرِ
سَلْمَانَ وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832748هُمْ قَوْمُ هَذَا . وَقِيلَ : الْآيَةُ عَامَّةٌ ، أَيْ وَإِنْ تَكْفُرُوا يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ أَطْوَعَ لِلَّهِ مِنْكُمْ . وَهَذَا كَمَا قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ . وَفِي الْآيَةِ تَخْوِيفٌ وَتَنْبِيهٌ لِجَمِيعِ
nindex.php?page=treesubj&link=7643_19829_19836مَنْ كَانَتْ لَهُ وِلَايَةٌ وَإِمَارَةٌ وَرِيَاسَةٌ فَلَا يَعْدِلُ فِي رَعِيَّتِهِ ، أَوْ كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=18470_27962عَالِمًا فَلَا يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ وَلَا يَنْصَحُ النَّاسَ ، أَنْ يُذْهِبَهُ وَيَأْتِيَ بِغَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا وَالْقُدْرَةُ صِفَةٌ أَزَلِيَّةٌ ، لَا تَتَنَاهَى مَقْدُورَاتُهُ ، كَمَا لَا تَتَنَاهَى مَعْلُومَاتُهُ ، وَالْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلُ فِي صِفَاتِهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَإِنَّمَا خُصَّ الْمَاضِي بِالذِّكْرِ لِئَلَّا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ يَحْدُثُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ . وَالْقُدْرَةُ هِيَ الَّتِي يَكُونُ بِهَا الْفِعْلُ وَلَا يَجُوزُ وُجُودُ الْعَجْزِ مَعَهَا .