الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1170 - مسألة : ومن حلف أن لا يشرب شرابا فإن كانت له نية حمل عليها ، وإن لم تكن له نية حنث بالخمر ، وبجميع الأنبذة ، وبالجلاب ، والسكنجين ، وسائر الأشربة ; لأن اسم شراب يطلق على كل ذلك .

                                                                                                                                                                                          ولا يحنث بشرب اللبن ، ولا بشرب الماء ، لأنه لا يطلق عليها اسم شراب - ومن حلف أن لا يأكل لبنا فشربه لم يحنث ، لأنه لم يأكله - ولو حلف أن لا يشربه فأكله بالخبز لم يحنث ، لأنه لم يشربه . [ ص: 328 ]

                                                                                                                                                                                          ومن حلف أن لا يشرب الماء يومه هذا فأكل خبزا مبلولا بالماء لم يحنث - ومن حلف أن لا يأكل سمنا ولا زيتا فأكل خبزا معجونا بهما أو بأحدهما لم يحنث ، لأنه لم يأكل زيتا ولا سمنا .

                                                                                                                                                                                          ولو حنث في هذا لحنث من حلف أن لا يشرب يومه هذا ماء فأكل خبزا ، لأنه بالماء عجن ، ولا يحنث بأكل طعام طبخ بهما إلا أن يكونا ظاهرين فيه لم يزل الاسم عنهما فيحنث حينئذ .

                                                                                                                                                                                          ومن حلف أن لا يأكل ملحا فأكل طعاما معمولا بالملح ، وخبزا معجونا به لم يحنث ، لأنه لم يأكل ملحا ; فإن كان قد ذر عليه الملح حنث ، لأنه ظاهر فيه .

                                                                                                                                                                                          ومن حلف أن لا يأكل خلا فأكل طعاما يظهر فيه طعم الخل متميزا حنث ، لأنه هكذا يؤكل الخل .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية