الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب إثم الزناة وقول الله تعالى ولا يزنون ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا

                                                                                                                                                                                                        6423 أخبرنا داود بن شبيب حدثنا همام عن قتادة أخبرنا أنس قال لأحدثنكم حديثا لا يحدثكموه أحد بعدي سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة وإما قال من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب إثم الزناة ) بضم أوله جمع زان كرماة ورام .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقول الله تعالى ولا يزنون ) يشير إلى الآية التي في الفرقان وأولها : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر والمراد قوله في الآية التي بعدها : ومن يفعل ذلك يلق أثاما وكأنه أشار بذلك إلى ما ورد في بعض طرقه وهو في آخر طريق مسدد عن يحيى القطان فقال متصلا بقوله حليلة جارك " قال فنزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر - إلى قوله - ولا يزنون " ووقعت في الأدب من طريق جرير عن الأعمش وساق إلى قوله : يلق أثاما ولم يقع ذلك في رواية جرير عن [ ص: 117 ] منصور كما بينه مسلم ، وأخرجه الترمذي من طريق شعبة ، والنسائي من طريق مالك بن مغول كلاهما عن واصل الأحدب وساقه إلى قوله تعالى : ويخلد فيه مهانا ووقع لغير أبي ذر بحذف الواو في قوله : " وقول الله " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ) زاد في رواية النسفي " إلى آخر الآية " والمشهور في الزنا القصر وجاء المد في بعض اللغات . وذكر في الباب أربعة أحاديث .

                                                                                                                                                                                                        الحديث الأول : قوله : ( حدثنا ) في رواية غير أبي ذر والنسفي : " أخبرنا " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( داود بن شبيب ) - بمعجمة وموحدة وزن عظيم - هو الباهلي يكنى أبا سليمان بصري صدوق قاله أبو حاتم ، وقال البخاري : مات سنة اثنتين وعشرين ، قلت : ولم يخرج عنه إلا في هذا الحديث هنا فقط ، وقد تقدم في العلم من طريق شعبة عن قتادة بزيادة في أوله ، وتقدم شرحه في كتاب العلم ، والغرض منه قوله فيه : ويظهر الزنا أي يشيع ويشتهر بحيث لا يتكاتم به لكثرة من يتعاطاه ، وقد تقدم سبب قول أنس : " لا يحدثكموه أحد بعدي " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية