الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12811 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الوليد ، ثنا إبراهيم بن جبلة ، ثنا الحسن الحلواني ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ثنا أبي ، عن صالح بن كيسان ، قال: قال ابن شهاب : حدثني أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال: لما أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن يوم حنين ، طفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي رجالا من قومه المائة من الإبل ، فقال رجل من الأنصار : يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ يعطي قريشا ويتركنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم ، فقال أنس - رضي الله عنه: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم أحدا ، فلما اجتمعوا ، قال رسول الله [ ص: 18 ] - صلى الله عليه وسلم: ما حديث بلغني عنكم ، فقال فقهاء الأنصار : أما ذوو الرأي منا يا رسول الله ، فلم يقولوا شيئا ، وأما أناس حديثة أسنانهم ، فقالوا: يغفر الله لرسوله ؛ يعطي قريشا ويدعنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: إني لأعطي رجالا حديث عهدهم بكفر فأتألفهم ، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله ، فوالله ، ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به . قالوا: بلى يا رسول الله ، فقال لهم: إنكم ستنقلبون ( بعدي ) أثرة شديدة ، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله ، فإني على الحوض ، قال أنس بن مالك : فلم نصبر . رواه مسلم في الصحيح عن الحسن بن علي الحلواني .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية