الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12786 ( وذلك بين فيما أخبرنا ) أبو محمد عبد الله بن يوسف ، أنبأ أبو سعيد ابن الأعرابي ، ثنا سعدان بن نصر ، ثنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ يقول: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ، وفتنة القبر ، وعذاب القبر ، وشر فتنة الغنى ، وشر فتنة الفقر ، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة الدجال ، وذكر الحديث ، وهذا حديث ثابت قد أخرجاه في الصحيح ، وفيه دلالة على أنه إنما استعاذ من فتنة الفقر دون حال الفقر ، ومن فتنة الغنى دون حال ، الغنى وأما قوله إن كان قاله: أحيني مسكينا ، وأمتني مسكينا ، فهو إن صح طريقه - وفيه نظر - والذي يدل عليه حاله عند وفاته أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة ، وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع ، فكأنه - صلى الله عليه وسلم - سأل الله تعالى أن لا يجعله من الجبارين المتكبرين ، وأن لا يحشره في زمرة الأغنياء المترفين . قال القعنبي : والمسكنة حرف مأخوذ من السكون يقال: ( تمسكن الرجل إذا لان وتواضع وخشع ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمصلي ) : تباءس وتمسكن ؛ يريد تخشع وتواضع لله .

                                                                                                                                                [ ص: 13 ]

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية