الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2816 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124ليث عن nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير عن nindex.php?page=showalam&ids=15527بسر بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=662044عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال nindex.php?page=treesubj&link=19653_30499_30500_30538_32458_30394لن ينجي أحدا منكم عمله قال رجل ولا إياك يا رسول الله قال ولا إياي إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ولكن سددوا وحدثنيه nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث عن nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير بن الأشج بهذا الإسناد غير أنه قال برحمة منه وفضل ولم يذكر ولكن سددوا
[ ص: 294 ]
[ ص: 294 ] ( باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى )
قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507575لن ينجي أحدا منكم عمله ، قال رجل : ولا إياك يا رسول الله ؟ قال : ولا إياي إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ، ولكن سددوا وفي رواية : ( برحمة منه وفضل ) وفي رواية : ( بمغفرة [ ص: 295 ] ورحمة ) وفي رواية : ( إلا أن يتداركني الله منه برحمة ) .
اعلم أن مذهب أهل السنة : أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب ولا إيجاب ولا تحريم ولا غيرهما من أنواع التكليف ، ولا تثبت هذه كلها ولا غيرها إلا بالشرع ، ومذهب أهل السنة أيضا : أن الله تعالى لا يجب عليه شيء تعالى الله ، بل العالم ملكه ، والدنيا والآخرة في سلطانه ، يفعل فيهما ما يشاء ، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين ، وأدخلهم النار كان عدلا منه وإذا أكرمهم ونعمهم وأدخلهم الجنة فهو فضل منه ، ولو نعم الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك ، ولكنه أخبر وخبره صدق ، أنه لا يفعل هذا ، بل يغفر للمؤمنين ويدخلهم الجنة برحمته ، ويعذب المنافقين ويخلدهم في النار عدلا منه .
وأما المعتزلة فيثبتون الأحكام بالعقل ، ويوجبون ثواب الأعمال ، ويوجبون الأصلح ، ويمنعون خلاف هذا في خبط طويل لهم ، تعالى الله عن اختراعاتهم الباطلة المنابذة لنصوص الشرع . وفي ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه nindex.php?page=treesubj&link=30404لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته ، وأما قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=72وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ونحوهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة ، فلا يعارض هذه الأحاديث ، بل معنى الآيات : أن دخول الجنة بسبب الأعمال ، ثم التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها ، وقبولها برحمة الله تعالى وفضله ، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل . وهو مراد الأحاديث ، ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها ، وهي من الرحمة . والله أعلم .
[ ص: 296 ] ومعنى ( يتغمدني برحمته ) : يلبسنيها ويغمدني بها ، ومنه أغمدت السيف وغمدته إذا جعلته في غمده وسترته به . ومعنى ( سددوا وقاربوا ) : اطلبوا السداد واعملوا به ، وإن عجزتم عنه فقاربوه ، أي : اقربوا منه ، والسداد : الصواب ، وهو بين الإفراط والتفريط ، فلا تغلوا ولا تقصروا .
[ ص: 294 ] ( باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى )
قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507575لن ينجي أحدا منكم عمله ، قال رجل : ولا إياك يا رسول الله ؟ قال : ولا إياي إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ، ولكن سددوا وفي رواية : ( برحمة منه وفضل ) وفي رواية : ( بمغفرة [ ص: 295 ] ورحمة ) وفي رواية : ( إلا أن يتداركني الله منه برحمة ) .
اعلم أن مذهب أهل السنة : أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب ولا إيجاب ولا تحريم ولا غيرهما من أنواع التكليف ، ولا تثبت هذه كلها ولا غيرها إلا بالشرع ، ومذهب أهل السنة أيضا : أن الله تعالى لا يجب عليه شيء تعالى الله ، بل العالم ملكه ، والدنيا والآخرة في سلطانه ، يفعل فيهما ما يشاء ، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين ، وأدخلهم النار كان عدلا منه وإذا أكرمهم ونعمهم وأدخلهم الجنة فهو فضل منه ، ولو نعم الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك ، ولكنه أخبر وخبره صدق ، أنه لا يفعل هذا ، بل يغفر للمؤمنين ويدخلهم الجنة برحمته ، ويعذب المنافقين ويخلدهم في النار عدلا منه .
وأما المعتزلة فيثبتون الأحكام بالعقل ، ويوجبون ثواب الأعمال ، ويوجبون الأصلح ، ويمنعون خلاف هذا في خبط طويل لهم ، تعالى الله عن اختراعاتهم الباطلة المنابذة لنصوص الشرع . وفي ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه nindex.php?page=treesubj&link=30404لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته ، وأما قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=72وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ونحوهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة ، فلا يعارض هذه الأحاديث ، بل معنى الآيات : أن دخول الجنة بسبب الأعمال ، ثم التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها ، وقبولها برحمة الله تعالى وفضله ، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل . وهو مراد الأحاديث ، ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها ، وهي من الرحمة . والله أعلم .
[ ص: 296 ] ومعنى ( يتغمدني برحمته ) : يلبسنيها ويغمدني بها ، ومنه أغمدت السيف وغمدته إذا جعلته في غمده وسترته به . ومعنى ( سددوا وقاربوا ) : اطلبوا السداد واعملوا به ، وإن عجزتم عنه فقاربوه ، أي : اقربوا منه ، والسداد : الصواب ، وهو بين الإفراط والتفريط ، فلا تغلوا ولا تقصروا .