الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة ولي عبيد الله بن إسحاق بن إبراهيم بغداد ومعاون السواد .

وفيها قدم محمد بن عبد الله بن طاهر من خراسان في ربيع الأول ، فولي الجزية ، والشرطة ، وخلافة المتوكل ببغداذ ، وأعمال السواد وأقام بها .

وفيها عزل أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد عن المظالم ، وولاها محمد بن [ ص: 139 ] يعقوب المعروف بابن الربيع .

وفيها أمر المتوكل بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي ، ودفعه إلى أوليائه ، فحمل إلى بغداد ، وضم رأسه إلى بدنه ، وغسل ، وكفن ، ودفن ، واجتمع عليه من العامة ما لا يحصى يتمسحون به .

وكان المتوكل لما ولي نهى عن الجدال في القرآن وغيره ، وكتب إلى الآفاق بذلك .

وغزا الصائفة في هذه السنة علي بن يحيى الأرمني .

وحج بالناس فيها علي بن عيسى بن جعفر بن المنصور وكان والي مكة .

وفيها قام رجل بالأندلس بناحية الثغور وادعى النبوة ، وتأول القرآن على غير تأويله ، فتبعه قوم من الغوغاء ، فكان من شرائعه أنه كان ينهى عن قص الشعر وتقليم الأظفار ، فبعث إليه عامل ذلك البلد ، فأتي به ، وكان أول ما خاطبه به أن دعاه إلى اتباعه ، فأمره العامل بالتوبة ، فامتنع ، فصلبه .

وفيها سارت جيوش المسلمين إلى بلاد المشركين ، فكانت بينهم وقعة عظيمة كان الظفر فيها للمسلمين ، وهي الوقعة المعروفة بوقعة البيضاء ، ومشهورة بالأندلس .

[ الوفيات ]

وفيها توفي العباس بن الوليد المديني بالبصرة ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي ، [ ص: 140 ] وعبيد الله بن معاذ العنبري .

( النرسي : بالنون والراء والسين المهملة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية