الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال ( وفي المني الغسل ) لقوله صلى الله عليه وسلم { إنما الماء من الماء } يعني الاغتسال من المني ، ومراده إذا خرج على وجه الدفق ، والشهوة فإن خرج لا على هذه الصفة لحمله شيئا ثقيلا ، أو سقوطه على ظهره يلزمه الاغتسال عند الشافعي رحمه الله تعالى لعموم الحديث ، ولا يلزمه عندنا ; لأن خروجه بصفة خروج المذي فحكمه حكم المذي في إيجاب الوضوء ، ثم المعتبر عند أبي حنيفة ، ومحمد - رحمهما الله تعالى - مفارقة المني عن مكانه على وجه الشهوة ، والدفق ، وعند أبي يوسف رحمه الله تعالى المعتبر ظهوره . بيانه في فصلين . : أحدهما أن من احتلم فأمسك ذكره حتى سكنت شهوته ، ثم سال منه المني فعليه الغسل عندهما ، ولا غسل عليه عند أبي يوسف رحمه الله تعالى . ، والثاني أن المجامع إذا اغتسل قبل أن يبول ، ثم سال منه بقية المني فعليه الاغتسال عندهما ثانيا ، وليس عليه ذلك عند أبي يوسف رحمه الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية