الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 288 ] فصل : فإن ملك خمسا من الإبل ، فلم يؤد زكاتها أحوالا ، فعليه في كل سنة شاة . نص عليه في رواية الأثرم . قال في رواية الأثرم : المال غير الإبل إذا أدي من الإبل ، لم ينقص ، والخمس بحالها ، وكذلك ما دون خمس وعشرين من الإبل ، لا تنقص زكاتها فيما بعد الحول الأول ; لأن الفرض يجب من غيرها ، فلا يمكن تعلقه بالعين . وللشافعي قولان : أحدهما ، أن زكاتها تنقص ، كسائر الأموال ، فإذا كان عنده خمس من الإبل ، فمضى عليها أحوال ، لم تجب عليه فيها إلا شاة واحدة ; لأنها نقصت بوجوب الزكاة فيها في الحول الأول عن خمس كاملة ، فلم يجب عليه فيها شيء ، كما لو ملك أربعا وجزءا من بعير .

                                                                                                                                            ولنا ، أن الواجب من غير النصاب ، فلم ينقص به النصاب ، كما لو أداه ، وفارق سائر المال ، فإن الزكاة يتعلق وجوبها بعينه ، فينقصه ، كما لو أداه من النصاب ، فعلى هذا لو ملك خمسا وعشرين ، فحالت عليها أحوال ، فعليه في الحول الأول بنت مخاض ، وعليه لكل حول بعده أربع شياه . وإن بلغت قيمة الشاة الواجبة أكثر من خمس من الإبل .

                                                                                                                                            فإن قيل : فإذا لم يكن في خمس وعشرين بنت مخاض ، فالواجب فيها من غير عينها ، فيجب أن لا تنقص زكاتها أيضا في الأحوال كلها . قلنا : إذا أدى عن خمس وعشرين أكبر من بنت مخاض ، جاز فقد أمكن تعلق الزكاة بعينها ، لإمكان الأداء منها ، بخلاف عشرين من الإبل ، فإنه لا يقبل منه واحدة منها ، فافترقا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية