الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2082 - ( 12 ) حديث أنه قال لماعز : { لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت }تقدم في باب حد الزنا .

2083 - ( 13 ) قوله : روي { أنه صلى الله عليه وسلم قال للسارق : أسرقت ؟ قل : لا } . " ولم يصححوا هذا الحديث . هذا الحديث تبع فيه الغزالي في الوسيط . فإنه قال : وقوله " قل : لا " . لم يصححه الأئمة ، وسبقهما الإمام في النهاية [ ص: 126 ] فقال : سمعت بعض أئمة الحديث لا يصحح هذا اللفظ وهو { قل : لا }فيبقى اللفظ المتفق على صحته وهو قوله : { ما إخالك سرقت }وقال في موضع آخر : غالب الظن أن هذه الزيادة لم تصح عند أئمة الحديث ، قال الرافعي : ورأيت في تعليق الشيخ أبي حامد وغيره : أن أبا بكر قاله لسارق أقر عنده ، انتهى .

والحديث قد رواه البيهقي موقوفا على أبي الدرداء : " أنه أتى بجارية سرقت ، فقال لها : أسرقت ؟ قولي : لا ، فقالت : لا ، فخلى سبيلها " . ولم أره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أبي بكر ; إلا أن في مصنف عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت عطاء يقول : كان من مضى يؤتى إليهم بالسارق ، فيقول : أسرقت ؟ قل : لا ، وسمى أبا بكر ، وعمر ، وعن معمر ، عن ابن طاوس ، عن عكرمة بن خالد قال : " أتى عمر بن الخطاب برجل فسأله أسرقت ؟ قل : لا ، فقال : لا . فتركه " .

وروى ابن أبي شيبة من طريق أبي المتوكل : أن أبا هريرة أتى بسارق وهو يومئذ أمير ، فقال : أسرقت ؟ قل : لا ، مرتين أو ثلاثة " وفي جامع سفيان ، عن حماد ، عن إبراهيم قال : " أتى أبو مسعود الأنصاري بامرأة سرقت جملا ، فقال : أسرقت ؟ قولي : لا " .

وأما حديث : { ما إخالك سرقت }. فتقدم ، وليس هو من المتفق عليه اصطلاحا . وفي الباب حديث { أبي بكر قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا . فجاء ماعز بن مالك فاعترف عنده }الحديث ، وفيه : { إنك إن اعترفت الرابعة رجمتك }. أخرجه أحمد ، وفي الموطأ من طريق أبي واقد : " أن عمر أتاه رجل فذكر له أنه وجد مع امرأته رجل فبعث عمر أبا واقد إلى امرأته [ ص: 127 ] فسألها عن ذلك ، وذكر لها أنها لا تؤخذ بقوله ، وجعل يلقنها لتنزع فأبت أن تنزع وتمت على الاعتراف " .

2084 - قوله : وعرض عمر رضي الله عنه لزياد ، بالتوقف في الشهادة على المغيرة بن شعبة . قلت : قد تقدم .

2085 - ( 14 ) حديث : { أن ماعزا لما ذكر لهزال أنه زنى ، قال له : بادر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل الله فيك قرآنا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلا سترته بثوبك يا هزال }قلت : حديث هزال رواه أحمد وأبو داود كما تقدم ، وليس فيه قوله : { قبل أن ينزل الله فيك قرآنا }لكن في الطبراني من طريق محمد بن المنكدر ، { عن ابن هزال ، عن أبيه أنه قال لماعز : اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرك ، فإنك إن لم تخبره أنزل الله على رسوله خبرك }.

التالي السابق


الخدمات العلمية