الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
213 - ( 17 ) - حديث : { أن رجلين خرجا في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء ، فتيمما صعيدا طيبا وصليا ، ثم وجدا الماء في الوقت ، فأعاد أحدهما الوضوء ، والصلاة ، ولم يعد الآخر ، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال للذي لم يعد : أصبت السنة وأجزأتك صلاتك وقال للذي أعاد : لك الأجر مرتين } أبو داود [ ص: 273 ] والدارمي والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري ، ورواه النسائي مسندا ومرسلا ، ورواه الدارقطني موصولا ثم قال : تفرد به عبد الله بن نافع ، عن الليث ، عن بكر بن سوادة ، عن عطاء عنه موصولا ، وخالفه ابن المبارك فأرسله ، وكذا قال الطبراني في الأوسط : لم يروه متصلا إلا عبد الله بن نافع ، تفرد به المسيبي عنه ، وقال موسى بن هارون فيما حكاه محمد بن عبد الملك بن أيمن عنه : رفعه وهم من ابن نافع . وقال أبو داود : رواه غيره عن الليث ، عن عميرة بن أبي ناجية ، عن بكر ، عن عطاء مرسلا ، قال : وذكر أبي سعيد فيه ليس بمحفوظ .

قلت : لكن هذه الرواية رواها ابن السكن في صحيحه من طريق أبي الوليد الطيالسي ، عن الليث ، عن عمرو بن الحارث ، وعميرة بن أبي ناجية جميعا ، عن بكر موصولا ، قال أبو داود : ورواه ابن لهيعة ، عن بكر ، فزاد بين عطاء وأبي سعيد : أبا عبد الله مولى إسماعيل بن عبيد الله ، انتهى . وابن لهيعة ضعيف ، فلا يلتفت لزيادته ، ولا يعل بها رواية الثقة عمرو بن الحارث ، ومعه عميرة بن أبي ناجية ، وقد وثقه النسائي ، ويحيى بن بكير ، وابن حبان ، وأثنى عليه أحمد بن صالح ، وابن يونس ، وأحمد ، وابن سعد ، وابن أبي مريم ، وله شاهد من حديث ابن عباس ، قال إسحاق بن راهويه في مسنده : أنا زيد بن أبي الزرقاء ، ثنا ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة . عن حنش ، عن ابن عباس : { أن النبي صلى الله عليه وسلم بال ثم تيمم . فقيل له : إن الماء قريب منك ، فقال : فلعلي : لا أبلغه }.

التالي السابق


الخدمات العلمية