الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : لقد جئتم شيئا إدا قال : قولا عظيما ، وفي قوله : تكاد السماوات الآية ، قال : إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين، وكادت تزول منه لعظمة الله : وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين ، وفي قوله : وتخر الجبال هدا قال : هدما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وأحمد في " الزهد " ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في " العظمة " والطبراني والبيهقي في " شعب الإيمان " من طريق عون ، عن ابن مسعود قال : إن الجبل لينادي الجبل باسمه : يا فلان، هل مر بك اليوم أحد ذكر الله؟ فإذا قال : نعم استبشر ، قال عون : أفيسمعن الزور إذا قيل، ولا يسمعن الخير؟ هن للخير أسمع ، وقرأ : وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 143 ] وأخرج أبو الشيخ في " العظمة " عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن الجبلين إذا أصبحا نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه فيقول : أي فلان، هل مر بك اليوم ذاكر لله، فيقول : نعم ، فيقول : لقد أقر الله عينك، لكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن أبي أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : " تكاد السماوات ينفطرن " بالياء والنون : وتخر الجبال بالتاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله : ( ينفطرن منه ) قال : الانقطار الانشقاق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله : تكاد السماوات يتفطرن منه قال : يتشققن من عظمة الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 144 ] وأخرج ابن المنذر عن هارون قال : في قراءة ابن مسعود " تكاد السماوات ينفطرن " بالياء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية