الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال ( وإن خرج من دبره دابة ، أو ريح ينتقض وضوءه ) ، والمراد بالدابة الدود ، وهو لا يخلو عن قليل بلة تكون معه ، وقد بينا أن فيما يخرج من الدبر القليل كالكثير في انتقاض الطهارة بخلاف ما إذا سقط الدود عن رأس الجرح فإنه لا يخلو عن بلة يسيرة ، وذلك القدر من الخارج ليس بناقض للوضوء ; لأنه غير سائل بقوة نفسه فأما الريح إذا خرج من الدبر كان ناقضا للوضوء لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { الشيطان يأتي أحدكم فينفخ بين أليتيه ، ويقول : أحدثت أحدثت فلا ينصرفن أحدكم من صلاته حتى يسمع صوتا ، أو يجد ريحا } . فإن خرج الريح من الذكر فقد روي عن محمد رحمه الله تعالى أنه حدث ; لأنه خرج من موضع النجاسة ، وعامة مشايخنا يقولون هذا لا يكون حدثا ، وإنما هو اختلاج فلا ينتقض به الوضوء ، وكذلك إن خرج الريح من قبل المرأة قال الكرخي رحمه الله تعالى : إنه لا يكون حدثا إلا أن تكون مفضاة يخرج منها ريح منتن فيستحب لها أن تتوضأ ، ولا يلزمها ذلك ; لأنا لا نتيقن بخروج الريح من موضع النجاسة .

التالي السابق


الخدمات العلمية