الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8725 - من زهد في الدنيا علمه الله بلا تعلم، وهداه بلا هداية، وجعله بصيرا، وكشف عنه العمى (حل) عن علي- (ض)

التالي السابق


(من زهد في الدنيا) واشتغل بالتعبد (علمه الله بلا تعلم) من مخلوق (وهداه بلا هداية) من غير الله (وجعل بصيرا) بعيوب نفسه (وكشف عنه العمى) أي رفع عن بصيرته الحجب فانجلت له الأمور، فعرف الأشياء النافعة وضدها، والظاهر أن المراد بالعلم علم طريق الآخرة كما يشير إليه كلام حجة الإسلام، قال الحجة: والذي يبعث على الزهد ترك آفات الدنيا وعيوبها، وقد أكثر الناس القول فيه، ومنه قول بعضهم: تركت الدنيا لقلة غنائها، وكثرة عنائها، وسرعة فنائها، [ ص: 144 ] وخسة شركائها، قال الإمام: لكن يجيء من هذا رائحة الرغبة، لأن من شكا فراق أحد أحب وصاله، ومن ترك شيئا لمكان الشركاء فيه أخذه لو انفرد به، فالقول البالغ له أن الدنيا عدوة الله وأنت محبه، ومن أحب أحدا أبغض عدوه، ولأنها وسخة جيفة لكنها ضمخت بطيب وطرزت بزينة، فاغتر بظاهرها الغافلون، وزهد فيها العاقلون

(حل) في مناقب المرتضي (عن علي) أمير المؤمنين، ورواه عنه أيضا الديلمي ، وفيه ضعيف.



الخدمات العلمية