الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17784 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : خرج - يعني يوم الخندق - عمرو بن عبد ود فنادى : من يبارز ؟ فقام علي - رضي الله عنه - وهو مقنع في الحديد ، فقال : أنا لها يا نبي الله . فقال : " إنه عمرو اجلس " . ونادى عمرو : ألا رجل ؟ وهو يؤنبهم ، ويقول : أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها ، أفلا يبرز إلي رجل ؟ فقام علي - رضي الله عنه - فقال : أنا يا رسول الله . فقال : " اجلس " . ثم نادى الثالثة وذكر شعرا ، فقام علي ، فقال : يا رسول الله أنا . فقال : " إنه عمرو " . قال : وإن كان عمرا ، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمشى إليه حتى أتاه ، وذكر شعرا ، فقال له عمرو : من أنت ؟ قال : أنا علي . قال : ابن عبد مناف ؟ فقال : أنا علي بن أبي طالب . فقال : غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسن منك ، فإني أكره أن أهريق دمك . فقال علي - رضي الله عنه : لكني والله ما أكره أن أهريق دمك ، فغضب ، فنزل ، وسل سيفه كأنه شعلة نار ، ثم أقبل نحو علي - رضي الله عنه - مغضبا ، واستقبله علي - رضي الله عنه - بدرقته ، فضربه عمرو في الدرقة ، فقدها ، وأثبت فيها السيف ، وأصاب رأسه بشجة ، وضربه علي - رضي الله عنه - على حبل العاتق ، فسقط ، وثار العجاج ، وسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التكبير ، فعرف أن عليا - رضي الله عنه - قد قتله .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية