الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            18276 وعن طلحة بن عمر قال : كان الرجل إذا قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن له عريف بالمدينة ينزل عليه نزل بأصحاب الصفة ، وكان لي بها قرناء ، فكان يجري علينا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل يومين اثنين مدان من تمر ، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الصلوات إذ ناداه مناد من أصحابه : يا رسول الله ، أحرق التمر بطوننا ، وتخرقت عنا الخنف . فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة ، قام فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم ذكر ما لقي من قومه من الشدة ، قال : " مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا البرير حتى قدمنا على إخواننا من الأنصار ، فواسونا في طعامهم ، وعظم طعامهم التمر واللبن . والذي لا إله إلا هو ، لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكموه ، وإنه لعله أن تدركوا زمانا - أو من أدركه منكم - يلبسون مثل أستار الكعبة ، يغدى عليكم ويراح بالجفان " . رواه الطبراني ، والبزار [ ص: 323 ] بنحوه إلا أنه قال في أوله : كان أحدنا إذا قدم المدينة فكان له عريف نزل على عريفه ، وإن لم يكن له عريف نزل الصفة ، فقدمت المدينة فنزلت الصفة ، فوافقت بين رجلين ، فكان يجري علينا كل يوم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدين اثنين . والباقي بنحوه ، ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن عثمان العقيلي ، وهو ثقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية