الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            18304 وعن علي بن أبي طالب : أنه أتى فاطمة فقال لها : إني لأشتكي صدري مما أمدر بالغرب ; فقالت : والله ، إني لأشتكي يدي مما أطحن بالرحى ، فقال لها علي : ائتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فسليه يخدمك خادما ، فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما جاء بك ؟ " . قالت : جئت لأسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رجعت إلى علي قالت : والله ، ما استطعت أن أكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هيبته ، فانطلقا إليه جميعا، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما جاء بكما ؟ لقد [ ص: 328 ] جاء - أحسبه قال : - بكما حاجة " . فقال علي : أجل يا رسول الله ، شكوت إلى فاطمة مما أمدر بالغرب ، فشكت إلي يديها مما تطحن بالرحى ، فأتيناك لتخدمنا خادما مما آتاك الله ، فقال : " لا . ولكني أنفق - أو أنفقه - على أهل الصفة الذين تطوى أكبادهم من الجوع ، لا أجد ما أطعمهم " .

                                                                                            قال : فلما رجعا وأخذا مضاجعهما من الليل ، أتاهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وهما في الخميل - والخميل : القطيفة - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهزها بها ، وبوسادة حشوها إذخر ، وكان علي وفاطمة حين ردهما شق عليهما ، فلما سمعا حس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذهبا ليقوما ، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مكانكما " . ثم جاء حتى جلس على طرف الخميل ، ثم قال : " إنكما جئتما لأخدمكما خادما ، وإني سأدلكما - أو كلمة نحوها - على ما هو خير لكما من الخادم ، تحمدان الله في دبر كل صلاة عشرا ، وتسبحان عشرا ، وتكبران عشرا ، وتسبحانه ثلاثا وثلاثين ، وتحمدانه ثلاثا وثلاثين ، وتكبرانه أربعا وثلاثين ، فذلك مائة ، إذا أخذتما مضاجعكما من الليل
                                                                                            " . قلت : حديث علي في الصحيح وغيره باختصار عن هذا . رواه البزار ، وفيه عطاء بن السائب ، وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية