الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                [ ص: 254 ] قال : وإذا فعل الكافر الأصلي قربة ، يشترط النية لصحتها ، كالصدقة ، والضيافة والإعتاق ، والقرض ، وصلة الرحم ، وأشباه ذلك فإن مات على كفره ، فلا ثواب له عليها في الآخرة ، لكن يطعم بها في الدنيا ، ويوسع في رزقه ، وعيشه ، فإذا أسلم ، فالصواب المختار أنه يثاب عليها في الآخرة للحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إذا أسلم العبد ، فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان أزلفها } أي قدمها .

                وفي الصحيحين عن حكيم بن حزام قال قلت { يا رسول الله : أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية : من صداقة ، أو عتاقة ، أو صلة رحم ، أفيها أجر ؟ فقال : أسلمت على ما أسلفت من خير } فهذان حديثان صحيحان لا يمنعهما عقل ، ولم يرد الشرع بخلافهما فوجب العمل بهما وقد نقل الإجماع على ما ذكرته من إثبات ثوابه إذا أسلم ، وأما قول أصحابنا وغيرهم : لا تصح من كافر عبادة ، ولو أسلم لم يعتد بها ، فمرادهم لا يعتد بها في أحكام الدنيا ، وليس فيه تعرض لثواب الآخرة فإن أطلق مطلق أنه لا يثاب عليها في الآخرة وصرح بذلك ، فهو مجازف غالط ، مخالف للسنة الصحيحة التي لا معارض لها .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية