الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9598 - همة العلماء الرعاية، وهمة السفهاء الرواية ( ابن عساكر ) عن الحسن مرسلا- (ض)

التالي السابق


(همة العلماء الرعاية) أي التفهم والتدبر والإتقان (وهمة السفهاء الرواية) أي مجرد التلقي عن المشائخ وحفظ ما يلقونه بغير فهم معناه، قال الماوردي : يشير إلى أنه ربما عني المتعلم بالحفظ من غير تصور ولا فهم حتى يصير حافظا لألفاظ المعاني قيما بتلاوتها، وهو لا يتصورها ولا يفهم ما تضمنها، يروي من غير روية، ويخبر عن غير خبرة، فهو كالكتاب [ ص: 357 ] الذي لا يدفع شبهة ولا يؤيد حجة، وربما استثقل المتعلم الدرس والحفظ فاتكل على الرجوع إلى الكتب ومطالعتها عند الحاجة، فما هو إلا كمن أطلق ما صاده ثقة بالقدرة عليه بعد الامتناع منه، ولا تعقبه الثقة إلا خجلا والتفريط إلا ندما، وهذه حالة قد يدعو إليها ثلاثة أشياء: إما الضجر عن معاناة الحفظ ومراعاته، أو طول الأمل في التوفر عليه عند نشاطه، أو فساد الرأي في عزماته، وما درى أن الضجور خائب، وطويل الأمل مغرور، وفاسد الرأي مصاب، والعرب تقول في أمثالها: حرف في قلبك خير من ألف في كتبك، وقالوا: لا خير في علم لا يعبر معك الوادي، ولا يخبر بك النادي

( ابن عساكر ) في تاريخه (عن الحسن مرسلا) وهو البصري.



الخدمات العلمية