الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9809 - لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس (حم م د ت) عن أبي هريرة - (صح)

التالي السابق


(لا تصحب الملائكة) وفي رواية: لا تقرب، وفي أخرى: لا تتبع، وهو يبين أن المراد بنفي الصحبة نفي مجرد اللقاء لا في الملازمة، والمراد ملائكة الرحمة والاستغفار لا الحفظة ونحوهم (رفقة) بضم الراء وكسرها: جماعة مترافقة في سفر (فيها كلب) ولو لحراسة الأمتعة سفرا كما اقتضاه ظاهر الخبر، قال القرطبي ، وهو قول أصحاب مالك ، قال: لكن الظاهر أن المراد غير المأذون في اتخاذه؛ لأن المسافر يحتاجه (ولا جرس) بفتح الراء: الجلجل، وبسكونها: صوته، وذلك لأنه من مزامير الشيطان، والملائكة ضده، ولأنه يشبه الناقوس، فيكره تنزيها عند الشافعية جرس الدواب، وقال ابن العربي المالكي: لا يجوز بحال؛ لأنها أصوات الباطل وشعار الكفار اهـ. وزعم أن ذلك شعار الكفار ممنوع، ومما فيه من المضار أنه يدل على أصحابه بصوته، وكأنه عليه السلام يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة، وعطف "ولا جرس" على "فيها كلب" وإن كان مثبتا لأنه في سياق النفي، وذكر الرفقة في الحديث غالبي، فلو سافر وحده كره له صحبة الجرس والكلب لوجود المعنى، ولا يختص الحكم بجرس الإبل والخيل والبغال والحمر كذلك، بل وعنق الرجل كما ذكره الزين العراقي

(حم م د ت) في الجهاد (عن أبي هريرة ) .



الخدمات العلمية