الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
10026 - يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء (الشيرازي) عن أنس (الموهبي) عن عمران بن حصين ( ابن عبد البر في العلم) عن أبي الدرداء ( ابن الجوزي في العلل) عن النعمان بن بشير - (ض)

التالي السابق


(يوزن يوم القيامة مداد العلماء) أي الحبر الذي يكتبون به في الإفتاء ونحوه كالتأليف (ودم الشهداء) أي المهراق في سبيل الله (فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء) ومعلوم أن أعلى ما للشهيد دمه، وأدنى ما للعالم مداده، فإذا لم يف دم الشهداء بمداد العلماء كان غير الدم من سائر فنون الجهاد كلا شيء بالنسبة لما فوق المداد من فنون العلم، وهذا مما احتج به من فضل العالم على الشهيد، قال ابن الزملكاني: وهو حديث لا تقوم به الحجة، وقد أوضح جماعة في تضعيفه المحجة، وورد ما يدل على تساويهما في الدرجة، والإنصاف أن ما ورد للشهيد من الخصائص وصح فيه من دفع العذاب وغفران النقائص لم يرد مثله للعالم لمجرد علمه، ولا يمكن لأحد أن يقطع له به في حكمه، وقد يكون لمن هو أعلى درجة ما هو أفضل من ذلك، وينبغي أن يعتبر حال العالم وثمرة علمه وماذا عليه، وحال الشهيد وثمرة شهادته وما أحدث عليه، فيقع التفضيل بحسب الأعمال والفوائد، فكم من شهيد وعالم هون أهوالا وفرج شدائد، وعلى هذا فقد يتجه أن الشهيد الواحد أفضل من جماعة من العلماء، والعالم الواحد أفضل من كثير من الشهداء، كل بحسب حاله وما ترتب على علومه وأعماله

(الشيرازي) في كتاب الألقاب (عن أنس) بن مالك (الموهبي) في فضل العلم (عن عمران) بن حصين ( ابن عبد البر ) أبو عمر (في) كتاب (العلم عن أبي الدرداء ، ابن الجوزي ) في كتاب (العلل) المتناهية في الأحاديث الواهية عن النعمان بن بشير ، قال الزين العراقي: سنده ضعيف اهـ. وقضية صنيع المصنف أن ابن الجوزي خرجه في العلل ساكتا عليه، وليس كذلك، بل عقبه ببيان علته فقال: حديث لا يصح، وهارون بن عنتر أحد رجاله، قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به، يروي المناكير، ويعقوب القمي ضعيف اهـ. وقال في الميزان: متنه موضوع. فصل في المحلى بأل من هذا الحرف [أي حرف الياء]



الخدمات العلمية