الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
324 - ( 3 ) - حديث : { مفتاح الصلاة الطهور ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم } الشافعي وأحمد والبزار وأصحاب السنن إلا النسائي ، وصححه الحاكم وابن السكن من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي ، قال البزار : لا نعلمه عن علي إلا من هذا الوجه ، وقال أبو نعيم : [ ص: 390 ] تفرد به ابن عقيل عن ابن الحنفية عن علي ، وقال العقيلي : في إسناده لين ، وهو أصلح من حديث جابر ، وحديث جابر الذي أشار إليه رواه أحمد والبزار والترمذي والطبراني من حديث سليمان بن قرم عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عنه ، وأبو يحيى القتات ضعيف ، وقال ابن عدي : أحاديثه عندي حسان ، وقال ابن العربي : حديث جابر أصح شيء في هذا الباب . كذا قال ، وقد عكس ذلك العقيلي ، وهو أقعد منه بهذا الفن ، ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي سعيد ، وفي إسناده أبو سفيان طريف ، وهو ضعيف . قال الترمذي : حديث علي أجود إسنادا من هذا .

ورواه الحاكم في المستدرك من طريق سعيد بن مسروق الثوري عن أبي نضرة عن أبي سعيد ، وهو معلول ، قال ابن حبان في كتاب الصلاة المفرد له : هذا الحديث لا يصح ، لأن له طريقين إحداهما : عن علي وفيه ابن عقيل وهو ضعيف ، والثانية : عن أبي نضرة عن أبي سعيد ، تفرد به أبو سفيان عنه ، ووهم حسان بن إبراهيم فرواه عن سعيد بن مسروق عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، وذلك أنه توهم أن أبا سفيان هو والد سفيان الثوري ، [ ص: 391 ] ولم يعلم أن أبا سفيان آخر ، هو طريف بن شهاب ، وكان واهيا ، ورواه الدارقطني من حديث عبد الله بن زيد ، وفي سنده الواقدي ، ورواه الطبراني من حديث ابن عباس ، وفي سنده نافع أبو هرمز وهو متروك ، وقد رواه ابن عدي من طريقه فقال : عن أنس ، وقال أبو نعيم في كتاب الصلاة : ثنا زهير ، ثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله ، فذكره بلفظ { مفتاح الصلاة التكبير ، وانقضاؤها التسليم }وإسناده صحيح ، وهو موقوف . ورواه الطبراني من حديث أبي إسحاق ، ورواه البيهقي من حديث شعبة عن أبي إسحاق وقال : ورواه الشافعي في القديم .

325 - ( 4 ) - قوله : { إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبتدئ الصلاة يقول : الله أكبر }هكذا روته عائشة ، كذا قال : وليس هذا اللفظ في حديث عائشة ، بل الذي في مسلم عن عائشة ، { كان يستفتح الصلاة بالتكبير }. وهو عنده من رواية أبي الجوزاء عنها ، وقال ابن عبد البر : هو مرسل لم يسمع أبو الجوزاء منها . ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي الجوزاء ، ولفظه : { إذا دخل في الصلاة ، قال : الله أكبر } ، لكن في إسناده أبان بن أبي عياش ، وهو متروك . نعم روى البخاري من حديث ابن عمر مرفوعا : { كان إذا دخل في الصلاة كبر }ومثله للترمذي عن علي ، ولأحمد والنسائي عن [ ص: 392 ] واسع بن حبان : أنه { سأل ابن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : الله أكبر ، كلما وضع ، وكلما رفع }.

وأما لفظ الباب فرواه ابن ماجه من حديث أبي حميد الساعدي ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة استقبل القبلة ، ورفع يديه وقال : الله أكبر }ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان في كتاب الصلاة ، وأخرجه هو وابن خزيمة في صحيحيهما ، وفي كتاب الصلاة لأبي نعيم : ثنا زهير عن العلاء بن المسيب عن طلحة بن يزيد عن حذيفة : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الليل فكبر ، فقال : الله أكبر }رجاله ثقات ; لكن فيه إرسال ، ورواه البزار من حديث علي بسند صححه ابن القطان : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال : الله أكبر ، وجهت وجهي }إلى آخره . قال ابن القطان : وهذا يعني تعيين لفظ : الله أكبر ، عزيز الوجود ، غريب في الحديث لا يكاد يوجد ، حتى لقد أنكره ابن حزم وقال : ما عرف قط ، وهو في مسند البزار وإسناده من الصحة بمكان ، قلت هو على شرط مسلم .

326 - ( 5 ) - حديث : أنه صلى الله عليه وسلم قال : { صلوا كما رأيتموني أصلي }رواه البخاري كما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية