الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5108 (وقال ابن جريج. قلت لعطاء: أقال حتى جئنا المدينة؟ قال: لا)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي قال عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج: قلت لعطاء بن أبي رباح: أقال؟ أي: هل قال جابر في "قوله: كنا نتزود لحوم الهدي": حتى جئنا إلى المدينة؟ قال عطاء: لا، أي: لم يقل ذلك جابر، وقد وقع في رواية مسلم: قلت لعطاء: أقال جابر: حتى جئنا المدينة؟ قال: نعم.

                                                                                                                                                                                  وقد نبه الحميدي في جمعه على اختلاف البخاري ومسلم في هذه اللفظة، ولم يذكر أيهما أرجح، والظاهر أن يرجح ما قاله البخاري; لأن أحمد أخرجه في مسنده، عن يحيى بن سعيد كذلك، وأخرجه النسائي أيضا عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد كذلك، وقال بعضهم: ليس المراد بقوله: "لا" نفي الحكم، بل مراده أن جابرا لم يصرح باستمرار ذلك حتى قدموا، فيكون على هذا معنى قوله في رواية عمرو بن دينار عن عطاء: "كنا نتزود لحوم الهدي إلى المدينة" أي: لتوجهنا إلى المدينة، ولا يلزم من ذلك بقاؤها معهم حتى يصلوا المدينة.

                                                                                                                                                                                  قلت: هذا كلام واه; لأنه قال: "إلى المدينة" بكلمة "إلى" التي أصل وضعها للغاية وهنا للغاية المكانية، كما في قوله تعالى: من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيما قاله جعل "إلى" للتعليل، ولم يقل به أحد، ويقوي وهاء كلام هذا القائل ما رواه مسلم من حديث ثوبان قال: ذبح النبي - صلى الله عليه وسلم - أضحية، ثم قال لي: يا ثوبان أصلح لحم هذه. فلم أزل أطعمه منه حتى قدم المدينة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية