قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وقال الملأ أي الأشراف والقادة والرؤساء .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة يريد بالبعث والحساب .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وأترفناهم في الحياة الدنيا أي وسعنا عليهم نعم الدنيا حتى بطروا وصاروا يؤتون بالترفة ، وهي مثل التحفة .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون فلا فضل له عليكم لأنه محتاج إلى الطعام والشراب كأنتم . وزعم
الفراء أن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ويشرب مما تشربون على حذف من ، أي مما تشربون منه ؛ وهذا لا يجوز عند البصريين ولا يحتاج إلى حذف البتة ؛ لأن ( ما ) إذا كان مصدرا لم يحتج إلى عائد ، فإن جعلتها بمعنى الذي حذفت المفعول ولم يحتج إلى إضمار من .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون يريد لمغبونون بترككم آلهتكم واتباعكم إياه من غير فضيلة له عليكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون أي مبعوثون من قبوركم . و ( أن ) الأولى في موضع نصب بوقوع ( يعدكم ) عليها ، والثانية بدل منها ؛
[ ص: 114 ] هذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . والمعنى : أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم . قال
الفراء : وفي قراءة
عبد الله ( أيعدكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ) ؛ وهو كقولك : أظن إن خرجت أنك نادم . وذهب
الفراء ، والجرمي ، وأبو العباس المبرد إلى أن الثانية مكررة للتوكيد ، لما طال الكلام كان تكريرها حسنا . وقال
الأخفش : المعنى أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما يحدث إخراجكم ؛ ف ( أن ) الثانية في موضع رفع بفعل مضمر ؛ كما تقول : اليوم القتال ، فالمعنى اليوم يحدث القتال . وقال
أبو إسحاق : ويجوز
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ؛ لأن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أيقول إنكم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَقَالَ الْمَلَأُ أَيِ الْأَشْرَافُ وَالْقَادَةُ وَالرُّؤَسَاءُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ يُرِيدُ بِالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أَيْ وَسَّعْنَا عَلَيْهِمْ نِعَمَ الدُّنْيَا حَتَّى بَطِرُوا وَصَارُوا يُؤْتَوْنَ بِالتُّرْفَةِ ، وَهِيَ مِثْلُ التُّحْفَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ فَلَا فَضْلَ لَهُ عَلَيْكُمْ لِأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ كَأَنْتُمْ . وَزَعَمَ
الْفَرَّاءُ أَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ عَلَى حَذْفِ مِنْ ، أَيْ مِمَّا تَشْرَبُونَ مِنْهُ ؛ وَهَذَا لَا يَجُوزُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَلَا يُحْتَاجُ إِلَى حَذْفٍ الْبَتَّةَ ؛ لِأَنَّ ( مَا ) إِذَا كَانَ مَصْدَرًا لَمْ يَحْتَجْ إِلَى عَائِدٍ ، فَإِنْ جَعَلْتَهَا بِمَعْنَى الَّذِي حَذَفْتَ الْمَفْعُولَ وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى إِضْمَارِ مِنْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ يُرِيدُ لَمَغْبُونُونَ بِتَرْكِكُمْ آلِهَتَكُمْ وَاتِّبَاعِكُمْ إِيَّاهُ مِنْ غَيْرِ فَضِيلَةٍ لَهُ عَلَيْكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ أَيْ مَبْعُوثُونَ مِنْ قُبُورِكُمْ . وَ ( أَنَّ ) الْأُولَى فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِوُقُوعِ ( يَعِدُكُمْ ) عَلَيْهَا ، وَالثَّانِيَةُ بَدَلٌ مِنْهَا ؛
[ ص: 114 ] هَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ . وَالْمَعْنَى : أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ إِذَا مِتُّمْ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَفِي قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ ( أَيَعِدُكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ) ؛ وَهُوَ كَقَوْلِكَ : أَظُنُّ إِنْ خَرَجْتَ أَنَّكَ نَادِمٌ . وَذَهَبَ
الْفَرَّاءُ ، وَالْجَرْمِيُّ ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ إِلَى أَنَّ الثَّانِيَةَ مُكَرَّرَةٌ لِلتَّوْكِيدِ ، لَمَّا طَالَ الْكَلَامُ كَانَ تَكْرِيرُهَا حَسَنًا . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : الْمَعْنَى أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا يَحْدُثُ إِخْرَاجُكُمْ ؛ فَ ( أَنَّ ) الثَّانِيَةَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ ؛ كَمَا تَقُولُ : الْيَوْمَ الْقِتَالُ ، فَالْمَعْنَى الْيَوْمَ يَحْدُثُ الْقِتَالُ . وَقَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ : وَيَجُوزُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ؛ لِأَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَيَقُولُ إِنَّكُمْ .