الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5262 10 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا يوسف أبو معشر البراء قال: سمعت سعيد بن عبيد الله قال: حدثني بكر بن عبد الله أن أنس بن مالك حدثهم: أن الخمر حرمت، والخمر يومئذ البسر والتمر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، والمقدمي بفتح الدال المشددة مر عن قريب، ويوسف هو ابن يزيد، وكنيته أبو معشر، وهو مشهور بكنيته أكثر من اسمه، ويقال له أيضا القطان، وكان مشهورا أيضا بالبراء بفتح الباء الموحدة، وتشديد الراء، وبالمد، وكان يبري السهام، وهو بصري، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وآخر في الطب سيأتي إن شاء الله تعالى، وسعيد بن عبيد الله بن جبير -بالجيم والباء الموحدة- ابن حية -بالحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، وما له أيضا في البخاري إلا هذا الحديث، وآخر تقدم في الجزية، وبكر بن عبد الله المزني البصري، وهو من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: (حرمت) على صيغة المجهول من التحريم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (والخمر) الواو فيه للحال، وفي التوضيح: هذا الحديث أيضا حجة على العراقيين إنما الخمر من العنب وحده; لأن الصحابة القدوة في علم اللسان، ولا يجوز عليهم أن يفهموا أن الخمر إنما هي من العنب خاصة.

                                                                                                                                                                                  قلت: قد تكرر هذا الكلام في هذه الأبواب بلا فائدة، والذي قاله نقص في حقهم لنسبته إياهم إلى عدم المعرفة بفنون الكلام، وهم القدوة في فنون الكلام، وإنما قالوا لغير المتخذ من العنب خمرا للتشبيه بالمتخذ منه في مخالطة العقل، وقد حققنا هذا الموضع فيما مضى عن قريب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية