الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5280 27 - حدثنا مسلم، حدثنا هشام، أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين التمر والزهو، والتمر والزبيب، ولينبذ كل واحد منهما على حدة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الجزء الثاني للترجمة ظاهرة، والحديث يدل على منع الجمع بين الإدامين، أشار إليه في الترجمة بقوله: "وأن لا يجعل إدامين في إدام".

                                                                                                                                                                                  ومسلم هو ابن إبراهيم، وهشام هو الدستوائي، وأبو قتادة اسمه الحارث بن ربعي الأنصاري.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الأشربة أيضا، عن يحيى بن أيوب، وعن آخرين، وأخرجه أبو داود فيه عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه النسائي في الوليمة، عن يحيى بن درست، وأخرجه ابن ماجه في الأشربة، عن هشام بن عمار.

                                                                                                                                                                                  قوله: (والزهو) بفتح الزاي وسكون الهاء، وهو الملون من البسر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ولينبذ) على صيغة المجهول، وفي رواية مسلم: "لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا، ولا تنتبذوا الزبيب والتمر جميعا، وانتبذوا كل واحد منهما على حدته".

                                                                                                                                                                                  قوله: (منهما) إنما ثنى الضمير ولم يقل منها باعتبار أن الجمع بين الاثنين لا بين الثلاثة أو الأربعة، أي: من كل اثنين منها، فيكون الجمع بين أكثر بطريق الأولى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (على حدة) بكسر الحاء المهملة وتخفيف الدال، أي: على انفراده.

                                                                                                                                                                                  وقال بعضهم: بعدها هاء تأنيث.

                                                                                                                                                                                  قلت: ليس كذلك، بل هذه التاء عوض عن الواو التي في أوله; لأن أصله وحد، فلما حذفت الواو عوضت عنها التاء كما في عدة أصلها وعد، فلما حذفت الواو تبعا لفعله عوضت عنها التاء، وفي رواية الكشميهني: على حدته بالهاء بعد التاء.

                                                                                                                                                                                  وفيه كراهة الجمع بين الإدامين، ولكن كراهة تنزيه لا تحريم، واختلف في وجه النهي، فقيل: لضيق العيش، وقيل: للسرف، وقال المهلب: لا يصح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن خلط الأدم، وإنما روي ذلك عن عمر رضي الله تعالى عنه من أجل السرف; لأنه كان يمكن أن يأتدم بأحدهما، ويرفع الآخر إلى مرة أخرى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية