الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 265 ] 470

ثم دخلت سنة سبعين وأربعمائة .

ذكر عدة حوادث .

في هذه السنة ولد مؤيد الملك بن نظام الملك إلى بغداذ من العسكر .

وفيها اصطلح تميم بن المعز بن باديس ، صاحب إفريقية . مع الناصر بن علناس ، وهو من بني حماد عم جده ، وزوجه تميم ابنته بلارة ، وسيرها إليه من المهدية في عسكر ، وأصحبها من الحلي والجهاز ما لا يحد وحمل الناصر ثلاثين ألف دينار ، فأخذ منها تميم دينارا واحدا ورد الباقي .

وفيها استعمل تميم ابنه مقلدا على مدينة طرابلس الغرب .

وكان ببغداذ ، في هذه السنة فتنة بين أهل سوق المدرسة وسوق الثلاثاء بسبب الاعتقاد ، فنهب بعضهم بعضا ، وكان مؤيد الملك بن نظام الملك ببغداد بالدار التي عند المدرسة ، فأرسل إلى العميد والشحنة فحضرا ومعهما الجند فضربوا الناس ، فقتل بينهم جماعة وانفصلوا .

[ الوفيات ]

وفي هذه السنة ، في ربيع الأول ، توفي القاضي أبو عبد الله محمد بن محمد ( بن محمد ) بن البيضاوي الفقيه الشافعي ، وكان القاضي أبو الطيب الطبري جده لأمه .

[ ص: 266 ] وفيها توفي أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور أبو الحسين البزاز في رجب ، وكان مكثرا من الحديث ، ثقة في الرواية ، وأحمد بن عبد الملك بن علي أبو صالح المؤذن النيسابوري ، كان يعظ ويؤذن ، وكان كثير الرواية - حافظا ، ومولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ، وعبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني أبو القاسم بن أبي عبد الله الحافظ ، له تصانيف كثيرة ، منها : تاريخ أصبهان ، وله طائفة ينتمون إليه في الاعتقاد من أهل أصبهان ، يقال لهم العبد رحمانية .

وفي شوال منها توفيت ابنة نظام الملك ، زوجة عميد الدولة بن جهير ، نفساء بولد مات من يومه ، ودفن بدار الخلافة ، ولم تجر بذلك عادة لأحد ، فعل ذلك إكراما لأبيها ، وجلس الوزير فخر الدولة بن جهير ، وابنه عميد الدولة زوجها ، للعزاء في دار باب العامة ثلاثة أيام .

التالي السابق


الخدمات العلمية