nindex.php?page=treesubj&link=28995قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=57لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=57لا تحسبن الذين كفروا هذا تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - ووعد بالنصرة . وقراءة العامة تحسبن بالتاء خطابا . وقرأ
ابن عامر ، وحمزة ، وأبو حيوة ( يحسبن ) بالياء ، بمعنى لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين الله في الأرض ، لأن الحسبان يتعدى إلى مفعولين . وهذا قول
الزجاج . وقال
الفراء ، وأبو علي : يجوز أن يكون الفعل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ أي لا يحسبن
محمد الذين كفروا معجزين في الأرض . ف ( الذين ) مفعول أول ، و معجزين مفعول ثان . وعلى القول الأول الذين كفروا فاعل ( أنفسهم ) مفعول أول ، وهو محذوف مراد ( معجزين ) مفعول ثان . قال
النحاس : وما علمت أحدا من أهل العربية بصريا ولا كوفيا إلا وهو يخطئ قراءة
حمزة ؛ فمنهم من يقول : هي لحن ؛ لأنه لم يأت إلا بمفعول واحد ليحسبن . وممن قال هذا
أبو حاتم . وقال
الفراء : هو ضعيف ؛ وأجازه على ضعفه ، على أنه يحذف المفعول الأول ، وقد بيناه . قال
النحاس : وسمعت
علي بن سليمان يقول في هذه القراءة : يكون ( الذين كفروا ) في موضع نصب . قال : ويكون المعنى ولا يحسبن الكافر الذين كفروا معجزين في الأرض .
قلت : وهذا موافق لما قاله
الفراء ، وأبو علي ؛ لأن الفاعل هناك النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفي هذا
[ ص: 280 ] القول الكافر . ( معجزين ) معناه فائتين . وقد تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=57ومأواهم النار ولبئس المصير أي المرجع .
nindex.php?page=treesubj&link=28995قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=57لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=57لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا هَذَا تَسْلِيَةٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَوَعْدٌ بِالنُّصْرَةِ . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ تَحْسَبَنَّ بِالتَّاءِ خِطَابًا . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ ، وَحَمْزَةُ ، وَأَبُو حَيْوَةَ ( يَحْسَبَنَّ ) بِالْيَاءِ ، بِمَعْنَى لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْفُسَهُمْ مُعْجِزِينَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ ، لِأَنَّ الْحُسْبَانَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ . وَهَذَا قَوْلُ
الزَّجَّاجِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ ، وَأَبُو عَلِيٍّ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْفِعْلُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؛ أَيْ لَا يَحْسَبَنَّ
مُحَمَّدٌ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ . فَ ( الَّذِينَ ) مَفْعُولٌ أَوَّلٌ ، وَ مُعْجِزِينَ مَفْعُولٌ ثَانٍ . وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَاعِلٌ ( أَنْفُسَهُمْ ) مَفْعُولٌ أَوَّلٌ ، وَهُوَ مَحْذُوفٌ مُرَادٌ ( مُعْجِزِينَ ) مَفْعُولٌ ثَانٍ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ بَصْرِيًّا وَلَا كُوفِيًّا إِلَّا وَهُوَ يُخَطِّئُ قِرَاءَةَ
حَمْزَةَ ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : هِيَ لَحْنٌ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ إِلَّا بِمَفْعُولٍ وَاحِدٍ لِيَحْسَبَنَّ . وَمِمَّنْ قَالَ هَذَا
أَبُو حَاتِمٍ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ ضَعِيفٌ ؛ وَأَجَازَهُ عَلَى ضَعْفِهِ ، عَلَى أَنَّهُ يُحْذَفُ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ، وَقَدْ بَيَّنَّاهُ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَسَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ : يَكُونُ ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ . قَالَ : وَيَكُونُ الْمَعْنَى وَلَا يَحْسَبَنَّ الْكَافِرُ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ .
قُلْتُ : وَهَذَا مُوَافِقٌ لِمَا قَالَهُ
الْفَرَّاءُ ، وَأَبُو عَلِيٍّ ؛ لِأَنَّ الْفَاعِلَ هُنَاكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَفِي هَذَا
[ ص: 280 ] الْقَوْلُ الْكَافِرُ . ( مُعْجِزِينَ ) مَعْنَاهُ فَائِتِينَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=57وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ أَيِ الْمَرْجِعُ .