الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2551 [ 1475 ] وعنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟ وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال.

                                                                                              رواه مسلم (1423)، والترمذي (1093)، والنسائي (6 \ 103 )، وابن ماجه (1990).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قولها: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال ...) الحديث؛ هذا إنما قالته [ ص: 124 ] عائشة رضي الله عنها لترد به قول من كان يكره عقد النكاح في شهر شوال ، ويتشاءم به من جهة: أن شوالا من الشول، وهو الرفع. ومنه: شالت الناقة بذنبها. وقد جعلوه كناية عن الهلاك؛ إذ قالوا: شالت نعامتهم؛ أي: هلكوا.

                                                                                              ف (شوال) معناه: كثير الشول، فإنه للمبالغة، فكأنهم كانوا يتوهمون أن كل من تزوج في شوال منهن شال الشنآن بينها وبين الزوج، أو شالت نفرته، فلم تحصل لها حظوة عنده، ولذلك قالت عائشة رادة لذلك الوهم: ( فأي نسائه كان أحظى عنده مني ) أي: لم يضرني ذلك، ولا نقص من حظوتي. ثم إنها تبركت بشهر شوال، فكانت تحب أن تدخل نساءها على أزواجهن في شوال؛ للذي حصل لها فيه من الخير برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الحظوة عنده، ولمخالفة ما يقول الجهال من ذلك.

                                                                                              ومن هذا النوع كراهة الجهال عندنا اليوم عقد النكاح في شهر المحرم، بل ينبغي أن يتيمن بالعقد والدخول فيه، تمسكا بما عظم الله ورسوله من حرمته، وردعا للجهال عن جهالاتهم.




                                                                                              الخدمات العلمية